Posts Tagged ‘مهارات’
لماذا لا يكون الناس أذكياء ؟
Posted in نظرات ثاقبة, خواطر ،, tagged مهارات, خواطر on 25 سبتمبر 2014| 5 تعليقات »
طلاق العجائز
Posted in Uncategorized, أمور عائلية وما إلى ذلك, tagged مهارات, المرأة, الأبناء, الأسرة, الزواج, السعادة, الطلاق on 6 سبتمبر 2014| 9 تعليقات »
لا أزال أسمع وأرى من قصص طلاق العجائز ما يثير في نفسي عجباً واهتماماً.
ما الذي يدفع زوجين عجوزين ، قضيا زهرة شبابهما معاً إلى الطلاق بعد عشرة امتدت ربع قرن أو أكثر أحياناً ، حين تشتد حاجة كل منهما للآخر، خاصة لو كبر العيال وتزوجوا وغادروا البيت ، أو امتلأ البيت بالأحفاد وقلّت المسؤوليات وطاب جني الثمار ، أو مرِض أحدهما أو كلاهما واحتاج لمزيد من العناية والاهتمام .. كيف يمكن لأحدهما أن يفكر بالطلاق ؟ لن تعود أحاديث منتصف الليل التي لا تحلو إلا بانتظار النوم على الفراش في الحجرة المظلمة ، ولا التمشيات الفجرية في الطرقات الفارغة عقيب هطول الأمطار ، ولا المناكفات الدورية بينهما : هو يناكفها أثناء إعدادها لعشاء ضيوفه ، وهي تناكفه أثناء قيادته للسيارة .. ستتلاشى الأحضان الدافئة التي تملأ القلب سكناً وأمناً وعطفاً ، وكلمات الحب والحنان .. لن يعود للأحفاد جدان يسكنان معاً في بيت واحد ، وسيتهاوى بيت ظلا يبنيانه سنين طويلة بصبر وجلَد ..
ما السبب وإنه لخطب جلل .. فإن كنا نعذر الصغار في طلاقهم لرعونتهم أو قلة تحملهم للمسؤولية أو لعدم توافق الشخصيات والطباع ، أو لخصال سيئة في الطرف الآخر ، فبم عسانا نبرر للكبار ؟
سأذكر هنا أسباباً رأيتها في القصص التي مرت علي ، ولعل من يقرأ يتفطن لنفسه ويحذر .. لن أدعي أنه سبب وحيد، ولكن في كل الحالات التي رأيتها كان مزيج من كل هذه الأسباب أطرافاً في القضية ..
-
أنانية الرجل المفرطة ، والتي ترجع إلى التربية العجيبة التي نربي فيها أطفالنا في مجتمعنا العربي ، حيث أن حاجة النساء للذكور تبقيه مهيمناً ، ولو كان طفلاً لتوه قد تعدى الثالثة عشر وأمكنه قيادة السيارة. نربي ابننا لا شعورياً على أنه مهم جداً ، إذ أن أمورنا لا “تسير” بدونه، فيقوم هو بكافة أمورنا مقابل الكثير من الاحترام والطاعة والخدمة من قبل بناتنا ، وننسى أن نعلمه مبادلة أخته نفس الاحترام والطاعة على الرغم من تبادل المصالح إذ هي من تقوم على إعداد طعامه وملابسه و تنظيف حجرته ، فيترسخ في أذهان الكل أن خدمتها له فرض وواجب ، وخدمته لها فضل ومنة .. فإذا كبرا وتزوجا انتقلت هذه النظرة إلى الأزواج ، فهي من تخدم ، وهو من له القوامة ( ذات المعنى الخديج ) وعليه فقط تأمين مستلزمات الحياة، وقد يكون سخياً في ذلك ( كمحاولة لتعويض ما يشعر به من نقص في عطائه المعنوي) وعلى المرأة أن تحصر حياتها في تنفيذ طلباته من العناية به وبالبيت والرعية ، متجاهلاً حاجاتها النفسية من تحقيق إنجازات خاصة بها ( وفق مرادها هي) و إشعارها بكيانها و احترامها وأنه يضحي من أجلها براحته لإسعادها كما تفعل هي كل يوم .. وتستمر الحياة ، وتمضي الأيام ويكبر الزوجان ، وينفد صبر المرأة دون أن يتغير الرجل الذي لا يزال يعتقد أنها ستفعل أي شيء كما رُبيت من أجله .. فتكون الصدمة غير المتوقعة وتنكسر القارورة ..
-
قد تكون عند أحد الطرفين طباع سيئة وخصال مزعجة حاول الآخر معالجتها ومدافعتها دون جدوى ، قد يكون بخلاً أو شراسة في الأخلاق أو ببساطة : شكلا غير مقبول .. يصبر ، أو تصبر حتى يمل الصبر بعد سنوات عديدة ويطفح الكيل ويبلغ الحد ما لا قبل لهما باحتماله فيحدث الطلاق . قد يرجع السبب في ذلك إلى المبالغة في الرغبة في “إعفاف” أحد الزوجين ، أو المبالغة في تحقيق (إذا أتاكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه ، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) ، وتحقيق ( فاظفر بذات الدين، تربت يداك) ولو كانت ذات الدين لا تلبي “شكلاً” رغبات الزوج ( والعكس صحيح بالتأكيد).. ولو كان ذا الدين بخيلاً قتوراً والمرأة تحب من يكرمها ويهديها ويدللها .. عجباً لكم أيها الأولياء .. ألم تطلب امرأة ثابت بن قيس بن شماس رضي الله عنها الخلع من زوجها الفارس الذي لا تعيب عليه خلقا ولا ديناً إلا أنها كرهت منظره وكان دميماً ؟ ألم يحذر النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة بنت قيس من الزواج بمعاوية لأنه كان صعلوكاً لا مال له ، ومن أبي جهم لأنه كان لا يضع العصا عن عاتقه ( كناية عن كثرة أسفاره أو ضربه للنساء)، وهما صحابيان جليلان لا يُشك في دينهما وأمانتهما .. فلماذا الاستماتة على تزويج “الكفء” دينياً دون تحقيق الكفاءة والرضا التامين عن باقي الصفات ، ثم تكون العاقبة ما نرى ونسمع بعد عقود؟
-
المراهقة المتأخرة : هاهما يرتبطان وينشغلان في مسؤوليات الحياة.. لعلها الوظيفة ، أو الأهل أو الدراسة ، ثم يجيء الأطفال ، وتزيد المسؤوليات ، فيهدران طاقتهما الشبابية في القيام بمتطلبات الحياة ، ولا يعطيان نفسيهما حقها في تحقيق الرغبات والتدليل والإنجازات الخاصة .. ثم يكبر الأطفال ، ويهن الجسم ، ويتزايد الإحساس بقرب انقضاء الحياة دون تحقيق الأشياء المفرحة .. لم يكن الزوج يجد عند زوجته إلا حديثاً عن الأطفال والمسؤوليات ، وهاقد ذهب الأطفال وقلّت المسؤوليات ، فعن أي شيء يتحدثان ، وفيم يتناجيان ؟ عندها تظهر العيوب وتنكشف العورات ويتفاقم الملل وتتزايد الرغبة بالتجديد مع شريك آخر أكثر حيوية ، أكثر شباباً ، أكثر جمالاً .. فكر جديد ، شكل جديد ، حياة جديدة ، فيكون الطلاق هو الحل عند ذلك البائس ..
-
ملء القلب والعين بالصور المحرمة المنتشرة في التلفاز والنت .. روي في السبب الذي دعا إلى طلب امرأة ثابت بن قيس الصحابي الفارس الخلع من زوجها أنها رفعت طرف الخباء يوماً فرأت زوجها مقبلاً في جماعة ، كان هو أشدهم قبحاً وأقصرهم قامة ، فكانت القشة التي قصمت ظهر البعير ، وسارعت للنبي صلى الله عليه وسلم تطلب الخلع إذ أنها لم تعد تطيقه .. هذا وهي نظرة مشروعة لأنها لم تكن مقصودة ، فكيف بما يحدث الآن حين يجتمع الزوجان على مشاهدة البرامج التي تعرض صور النساء الفاتنات والرجال الوسيمين .. وتتتابع الصور على القلب فيتعلق بأهلها ، ويظلم بهذه المعصية وينعكس أثر هذا الإظلام على حياتهما ، إذ مهما بلغت عناية المرأة بنفسها واهتمام الرجل بمنظره فلن يبلغا حد أهل الصور المزينة في الجمال والتنوع وإخفاء العيوب ، ولكن حبك الشيء يعمي ويصم .
-
الزواج الثاني : كفكرة أو كتطبيق .. إصرار بعض الرجال على الزواج الثاني تحقيقاً وإكمالاً للرجولة المزعومة يدفع بهم إلى تكرار الحديث عن هذا الموضوع مع الزوجة. بل إن بعضهم قد وطّن زوجته على هذا الأمر من أيام “المِلكة”!! أي سخافة تلك ؟ لا يقيم أي وزن لمشاعرها ، ويظل يلقم غيرتها الأحجار تلو الأحجار ، فتضطرم النيران في صدرها ، وقد تسيء معاملته بالفعل ، وتبدأ حنظلة البغض تنمو في قلبها ، فإذا أتم زواجه بالفعل خاصة لو تم ذلك بعد سنوات طوال ، فإنه يتصرف معها بعنجهية وصلف، ويذبح “البس في ليلة العرس ” ، ولكن المشكلة أنه يخطئ في البَسّ ! وتكون القاضية .. لعل الرجوع إلى تدوينتيّ رسالتي إلى الزوجة الأولى ، و رسالتي إلى الزوج المعدد تفيد كثيراً هنا ..
-
يبوسة الدماغ : هو : سي السيد ، الحاكم بأمره ، الطاغية الجبار ، وهي المرأة المغلوب على أمرها ( مع تفاوت النساء في درجة “الغلبنة”) .. عوّدها منذ بداية زواجهما على قوانينه الحمورابية : لا خروج في الأوقات الفلانية ، لا تأخر عن الأوقات الفلانية ، لا استقبال مكالمات أو ضيوف في الأوقات الفلانية، ممنوع تناول أطعمة معينة حفاظاً على رشاقة جسمها ، زيارة الأهل في أوقات معينة ، ممنوع هذا ، وممنوع ذاك .. وهي صغيرة في السن ، وهو أول زوج في حياتها وتعلق قلبها به .. وتمضي السنون ويكبران ، وتصير جدة، وتهفو نفسها المثقلة بالسنين إلى الحصول على بعض المساحة الواسعة لتتحرك فيها وتنال من بعض المتع ما حُرمت منه في شبابها ، وقد تتمتع بناتها وحفيداتها بكمية كبيرة من الحرية لا تكاد تحلم بها .. تحادثه مراراً ولكنه يرفض بعناد وطفولية .. ليس للمرونة مكاناً في قاموس حياته إلا لماماً .. يحسب أنه اشتراها بمهره ، أو ملك رقبتها بحديث (فإنه جنتك ونارك) ، ونسي أن ( خيركم خيركم لأهله) .. وبعد سنين .. تنتهي الحياة .. وهنا أجزم أنه غالبا ما يكون هو الخاسر الأكبر ..
ولئلا أُتهم بالانحياز إلى جنس النساء ( وإن كنت لا أنفيه بإطلاق ) ، فأرجو مراجعة تدوينتّي لماذا تتطلق الفتيات ، و لماذا يطلق الشباب ، إذ فيهما إكمال لكثير من جوانب النقص في هذه التدوينة ..
الحياة الزوجية سكن ورحمة وآية من آيات الله .. لا تضيعوها بخراقتكم .. أرجوكم ..
رسالتي إلى الزوجة الأولى ..
Posted in أمور عائلية وما إلى ذلك, tagged مهارات, المرأة, الأسرة, الحب, الحزن, تطوير, زواج on 25 أوت 2013| 185 تعليق »
الدنيا تدور بك، يلفك الشعور بالغدر والخيانة, تتهاوى أمام عينيك سنين حياتك وشبابك الضائع وعافيتك المهدرة، اغبرت أحلامك الوردية بحياة هانئة مع فارس الأحلام الذي – غالبا- ما ترجل عن فرسه ويكاد يمشي متكئاً على عكازه.. كل ذلك حين عرفتِ أو أخبرك هو أو وشى واشٍ – لا يهم- بأن زوجك تزوج ..
قد ينزل عليك برود ثلجي وقد تنهارين باكية، وقد يُغشى عليك.. تتفاوت ردود الأفعال، ولكنك بالتأكيد ستشعرين – ولو لوهلة- بأنك طُعنت من الخلف.. بأنك حائرة, خائفة, بأنك في صحراء وحيدة فريدة بعدما خذلك أقرب الناس إليك. عندها تتجلى أعراض الصدمة العاطفية، كلها أو بعضها: الإنكار و عدم التصديق في البداية، ثم الغضب والتهيج، ثم الشعور بالذنب وإلقاء اللائمة على النفس ثم الغرق في الحزن العميق واليأس، وقد يصل الأمر إلى القلق والخوف والرغبة في اعتزال الآخرين والاكتئاب.. ثم تأتي ثالثة الأثافي حين يبدأ “المخلصون والمخلصات” بإسداء “النصائح” المهلكة من ترك المنزل وطلب الطلاق و رمي الأولاد ومحاولة تذكر سيئاته لتكرهيه والتنكيد عليه بل وربما اللجوء للسحر … الخ
ولما كان العيش في نكد قطعة من عذاب كانت هذه الرسالة في نقاط، من أخت شفيقة، ولا يبعد أن تكون مجربة، تريد بها لك حياة أفضل وسعادة أقرب.. ليس هدفي إقناعك بأهمية زواج زوجك فهذا أمر لا يخصني وقد لا يكون زواجه لسبب مهم أصلاً، ولكن هدفي – مادام أن هذا الأمر المؤلم قد وقع- أن أساعدك في تخطي هذه المرحلة بسلام ، فالسلام النفسي والحياة الطيبة هي ما ننشد.
1- ضعي في اعتبارك أن رسالتي هذه لا تشمل كل من تزوج عليها زوجها ، وإنما تختص بمن تزوج عليها زوجها وهو يحبها وهي لا تريد أن تفارقه ، فلا يدخل فيها من أراد التزوج هروباً من زوجته أو كرهاً لها أو تخلصاً منها ، أو من عافته نفسها فلا تريد معه بقاء .
2- ما تشعرين به من مشاعر سلبية كلها حق ، ويحق لك ، فليس من السهل أن تعيشي مع شخص قد تكونين وهبت له كل حياتك ، وأخلصتِ له في العطاء “فيكافئك” بضرة “تضرك” في سعادتك وتقاسمك أيام زوجك وأمواله واهتماماته .. لك كل الحق في مشاعرك ، ولكن نصيحة مني ، لا تتمادي في هذه المشاعر .. أعط نفسك حقها في الغضب والاستياء والحزن دون أن تتلفظي بما يغضب الرب، لشهرين أو ثلاثة ثم حاولي أن تتوازني من جديد .. إذا أردتِ أن لا تعيشي في نكد ، فلابد أن ينبع ذلك من أعماقك وتكونين أنت طبيبة نفسك ، فتنتشلينها من أحزانها في الوقت المناسب وتضعينها على المسار الصحيح .. استعيني بالله، وتذكري حقيقة الحياة الدنيا وما جُبلت عليه من أكدار، واتخذي صديقة عاقلة لتنير لك الدرب إذا أظلم.. بعض الناس يهوون العيش في جو النكد والحزن ، ويعتبرون ذلك رومانسية ، يذكون أوارها بالتفرج على الصور القديمة والاستماع إلى الأغاني العاطفية ، وتذكر الذكريات السعيدة ، فتعلو التنهدات وتنسكب العبرات و… مهلاً مهلاً.. (ترى الرجّال تزوج بس ما مات).. وأكاد أسمع إحداكن تهتف من الخلف: ليته مات ولا تزوج!
3- لماذا تزوج ؟ أنت – تقريبا- ممن قيل فيهم: كامل الأوصاف فتنّي! جميلة ولبقة، وطباخة ماهرة، ولماحة، وأنجبتِ له البنين والبنات، ولم تنقصي في حقه شيئاً، فلماذا تزوج؟ “فراغة” عين؟ غدر وخيانة؟ ينقصه شيء؟ ربما، وربما لا.. أياً كان السبب، فليس في الشرع ما ينص على وجوب وجود سبب قوي لإباحة تعدد الزواج للرجل، فهو مباح على الإطلاق مادام قادراً وعادلاً في النفقة والمبيت .. ولكن دعيني أسألك سؤالاً مماثلاً : لماذا أنجبتِ طفلك الثاني، والثالث والرابع ؟ لِم لم تكتفي بالأول ؟ هل إنجابك للبقية غدر وخيانة له؟ هل ضَعُف حبك للأول أم هو باقٍ على حاله؟ ألا تسمعين أن حب الأم الأعظم -غالباً- لبِكرها، وأن هذا الحب يصمد على مدى السنين مالم يحوّل بكرها مساره فيصبح عنيداً، سيء الطباع، متوحشاً.. واللبيب بالإشارة يفهم !
4- ينبغي التنبه إلى حقيقة تغيب كثيراً عن أذهان الناس حين يتعامل الجنسان معاً، وهي اختلاف طبيعة الرجل عن طبيعة المرأة، فيظل كل جنس يعامل الجنس الآخر كما لو كان مثله في تفكيره وردود أفعاله وتفضيلاته، والحقيقة أن كل جنس يختلف في كثير من الأمور عن الجنس الآخر، ويجب أن يعي الطرفان هذا الأمر لتجنب المشاكل ، سواء كانت العلاقة علاقة زواج أو أخوة أو عمل.. لماذا تزوج؟ تزوج لحاجة في نفس الرجل من حب النساء وفرض السيطرة والهيمنة وحمل المسؤولية والقيادة .. أشياء لا تكاد تستوعبها النساء جيداً، لأن الطبائع تختلف.. المهم أن تحذفي عن رأسك فكرة الخيانة.. لا تنسي أن ثقافة المجتمع على تخوين من يفعل ذلك، مع اعتقاد حلّه له بموجب الشرع.. حلال ولكنه خائن.. تناقض، أليس كذلك؟
5- تذكري أن الشيطان للإنسان بالمرصاد، وأن أحب ما يكون للشيطان افتراق الزوجين، فيحاول أن يوقع بينك وبين زوجك بالوسوسة لكليكما . أنظري معي لهذا السيناريو المحتمل: قد تلحظين أن الزوج يسيء التصرف أحياناً، فيتكلم بفظاظة أو يتصرف بجفاء أو يسيء التعامل فيبخل أو يقصر في واجباته وذلك منذ الأسابيع الأولى لزواجه، فيقع في نفسك أنه زهد فيك، أو أن الأخرى قد غيرته وسلبت لبه وأنسته إياك، فهنا يتحرك الشيطان ويوسوس لك ليحدث أحد أمرين: إما أن تسوء طباعك كنتيجة تلقائية للدفاع عن “ممتلكاتك”، أو يغشاك حزن قوي و همّ ثقيل فتكاد عيناك أن تفقد بريق الحياة.. لا أريد لأي من الأمرين أن يحدث.. لنغير بعض الشيء من طريقة تفكيرك في السيناريو السابق.. ماذا لو فكرتِ أن زوجك –وأكرر ، الزوج الذي تزوج وهو يحبك- ارتبك في هذا الوضع الجديد: امرأة جديدة يراها حين يستيقظ، رائحتها مختلفة، ضحكتها مختلفة، طبخها مختلف، غنجها وغضبها مختلف، عليه أن يعتاد الآن هذه الحياة الجديدة جداً بعدما اعتاد على حياته الأولى معك، ولاشك أن سيقع في خراقات كثيرة حتى يتوازن، كوني صبورة ولا تجعلي للشيطان عليك سبيلاً. سيحتاج إلى بعض من الوقت ليتوازن بينك والثانية، كما تحتاجين أنت للكثير من الوقت حتى تتوازني بين الطفل الأول والتالي!
6- شبه قاعدة: الزوجة الأولى تحظى بميزات لا تكاد توجد في غيرها، فهي حبه الأول، أول من قبّل، وأول من جامع، صاحبها في شبابه، في صبوته، صفا لها وداده وهشت لها نفسه.. وكان قلبه خالياً من غيرها فتمكنت، ولو أتت له بعيال فقد حازت المكان الرفيع والحظوة العالية .. أين للثانية كل ذاك المجد؟ تزوجته الثانية وقلبه مشغول بحب الأولى التي تعرف ما يحب فتفعله وما يكره فتتجنبه، وعلى الثانية طريق طويل مليء بالصعاب لتستكشف مجاهيل هذا الزوج الجديد، وللأسف لن يتسنى لها ذلك كل يوم ، وإنما كل يومين!! هل علمتِ مقدار ما تتقدمينه عن الثانية المسكينة؟ ولكن احذري.. لاتغتري بهذا المجد إذ أنه سرعان ما يتهاوى أمام سوء أخلاقك وشراستك التي قد تلجئين إليها دفاعاً عن “ممتلكاتك”.. الحقيقة أنه ليس ملكاً لك ولا لها.. هو مِلك نفسه، وسوف يعذرك في البداية ولكن لا أعدك أن يستمر ذلك إن طال عليه الأمر، وسيبدأ بالانتباه إلى أن هناك أخرى تحاول جاهدة الوصول إلى المكانة الأولى في الحين الذي تتراجع فيه صاحب المكانة الأولى بسوء أخلاقها.
7- لا تجعلي زوجك محور حياتك التي عليه تدور.. نعم، هو جنتك ونارك في وجوب طاعته بالمعروف، ولكن من قال أنه يجب أن يكون مصدر سعادتك وتعاستك؟ هناك أمور أخرى غيره يجب أن تشغل بالك، وأولها وأحقها: نفسك.. لا تجعلي زواجه بالثانية يطفئ عليك سعادتك وثقتك بنفسك.. ابحثي عما يسعد خاطرك.. قد تجعلك هذه المحنة تكتشفين مواهب وقدرات ما عهدِتها في نفسك من قبل فالمحن تولّد المنح.. ابحثي عن المنحة في زواج زوجك: ستجدين وقتاً لممارسة هواياتك التي كادت أن تندثر، ستجدين وقتاً لمزيد من البر للوالدين، لمزيد من التثقف والاطلاع، لأعمال تطوعية تزيدك سعادة بمذاق الإنجاز الرائع.. بل ولو لم يكن في زواجه بأخرى إلا الفوز ببعض الراحة من الارتباطات الزوجية (التي تشتكين من كثرتها في العادة) لكفى( وأنت عارفة وأنا عارفة!!).. أقول: قد تكونين ممن يهوى مزاج الحزن والنكد فتصر على التذكير بأنها لا تريد هوايات ولا إنجازات، وإنما تريد زوجها لها فقط، عندها لا أملك إلا أن أقول لك: الله يعينك..
8- مالم يشتكِ منك زوجك تقصيراً معيناً فكوني كما أنت.. لا تحاولي أن تلعبي دوراً ليس دورك أو تعيشي شخصية ليست لك معتقدة أن هذا التغيير سيجعله يزيد في حبك.. هو يحبك كما أنت فلا تغيري قفل الباب.. المفتاح الذي معه لبيتك يفتح القفل القديم لا الجديد..
9- ارفضي مقابلة الزوجة الثانية على الأقل في السنة الأولى مهما حاول الزوج أن يقنعك.. هذه من خراقات بعض الأزواج، يجسبون أنهم بذلك يؤلفون بين قلبي الزوجتين وإنما هم يضرمون نار الغيرة ويفتحون لأنفسهم أبواب المشاكل. أذكرك ثانية بوسوسات الشيطان الذي سيجعلك ترين كل ما هو جميل فيها ويغض طرفك عن كل قبيح، في حين يفعل العكس معك .. ستنتبهين فجأة إلى كبر سنك(ولو كنتِ أصغر من زوجك بعشر سنوات) وإلى شعيراتك البيضاء و(كرشك) الصغيرة وربما ستنقمين على اسمك الذي لا يحوي نفس (الدلع) الذي يحويه اسمها.. سأفشي لك سراً.. سنك الكبيرة تمثل له العشرة الطويلة بينكما، وشعيراتك يراها صبراً على نزواته شاباً و نزقه كهلاً، وكرشك فمصدر أبنائه الذي يفخر بهم، أما اسمك فستضحكين لو علمتِ أنه سيظل يناديها باسمك أنت لفترة لا بأس بها من الزمن. المهم أن ترفضي مقابلتها مهما تعذر لك حتى تستردي ثقتك بنفسك وبمكانتك عنده، والأهم من ذلك أن تمتنعي عن اللقافة والتجسس على جواله لقراءة الرسائل بينهما أو الاطلاع على أوراقه الخاصة، فمن حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه، وقد تطلعين على ما يسوؤك فتظلين في نكد أنتِ في غنى عنه .
10- وأخيراً، إياك والنظر إليها على أنها عدوة.. لا أدعوك لاتخاذها صديقة ولكن لا تعاديها، فليس هناك ما يدعو إلى ذلك.. هي امرأة تبحث عن مصلحتها كما تبحثين أنت عن مصلحتك.. تريد أن يضمها زوج ويحنو عليها ابن.. ضعي نفسك مكانها ولا تخبريني أنك لو كنت مكانها لما قمت بهدم بيت من أجل سعادتك.. أرجوك دعينا من هذه المثاليات فأنا منذ البداية كنت صريحة معك ولم أ غشك! لا تعرفين لو كنت مكانها ماكنت ستفعلين!! أحسني إليها إن كانت تستحق الإحسان أما اللئام فليس لهم إلا التجاهل.. أحسني إليها وليكن تعاملك لها تعاملاً مع الله .. أحسني فلعل الله ينفعك بها أو بولدها يوماً من الدهر..
أما أنت أيها الزوج الذي تقرأ فرحاً بما خطه كيبوردي، لك تدوينة خاصة بك، فانتظرها !!
خمس خطيئات في رواية القصة
Posted in من هنا وهناك, tagged مهارات, تطوير on 29 ماي 2013| 4 تعليقات »
إليكم هذه الترجمة الثانية لكتيب صغير قمت بتحميله من موقع Writers’ Digest والمهتم بتعليم الصناعة الكتابية وخباياها ، الترجمة الأولى كانت بعنوان : خمسة عشر حلاً لأخطاء كتابية شائعة ، من نفس الموقع ، وأقدمهما وأي ترجمة تالية للمهتمين بتأليف المقالات والقصص القصيرة .
هذا الكتيب – ولعله فصل من كتاب ما – اسمه ( الفصل لا الكتاب ) الخطيئات الخمس لحكاية القصة ، من تأليف لوري ألبيرتس .
الخطيئة الأولى : “التقليد السيء” للكتاب الآخرين : بعض المؤلفين ينزعون إلى تقليد حرفي لبعض الكتاب العظماء الذين يكونون مفتونين بهم ومتيّمين في أول بداياتهم الكتابية ( والقرائية ) ، ولكن ما أن تمر الأيام حتى تجدهم يقلدون آخرين لهم خصائصهم الكتابية المختلفة ، وهكذا يتنقلون من تقليد كاتب لآخر .. الهدف : اكتب قصتك الشخصية . لا شك في أن محاكاة الكتّاب الكبار أمر مهم لتعلم الصنعة الكتابية . يمكنك أن تحلل كيف بُنيت مشاهدهم ، وأن تكتشف كيف يقومون “بعرض” -لا “الإخبار” عن – مشاهدهم ، ولكن في نهاية المطاف على الكاتب أن يجد صوته “الشخصي” وأسلوبه “الشخصي” اللذين سيروي بهما عمله “الشخصي” . بعض الكتاب عندهم رؤاهم الفريدة وأساليبهم المتميزة التي تحكي عن نفسها من أول كلمة يكتبونها ، وهؤلاء لا يواجهون أي مشاكل فيما يتعلق بهذا الموضوع ، ولكن لو كنتَ مثل أغلبية الكتاب حيث عليك أن تكافح وتناضل من أجل أن توجد لنفسك صوتاً وأسلوباً خاصين بك ، فإن عليك أن تنتبه كثيراً من أن تنحو منحى كتابك المفضلين وتقليدهم في كل شيء حتى لا يبقى لك طابع خاص بك يميزك عن غيرك.
فكما أنك لن تريد أن تسرق أعمال غيرك الأدبية ، فكذلك لن تريد أن “تسرق” أساليبهم أو قصصهم ، فأولاً سيلحظ القارئ تقليدك لهم ولن يعجبه ذلك حتماً ، وثانياً فإنك ستقوم بخداعك لنفسك وستحرمها من أجمل متع الكتابة : أن تكتشف ما تريد أن تقوله بطريقتك الخاصة .
الخطيئة الثانية : خطيئة الحوار المصطنع :
يبدو الحوار مصطنعاً كلما حوى معلومات تعرفها الشخصيات من قبل ولكن يذكرها المؤلف ليعرضها على القارئ ، فالحوار الذي يكون فيه : ” أمي – ليلى- ستكون سعيدة جداً لتلبي دعوتك على العشاء يا خالي سعيد” ، يكون بشكل أفضل لو كان : ” أمي ستكون سعيدة بتلبية دعوتك على العشاء ، شكراً ” . سنفترض أن الخال يعرف اسم الأم فلا داع لذكره ، أو حين تقول الأخت لأخيها : ” سأسافر إلى الخُبر ، مسقط رأسي ” ، مرة أخرى سنفترض أن الأخ هو أخوها الحقيقي لا أخوها بالرضاع الذي لا يعرف الكثير عن أخته ولا أين وُلدت .
كذلك سيبدو الحوار مصطنعاً حينما تتكلم الشخصية بلهجة غير لهجتها في الأمثال الشعبية مثلاً ، كما لو قال أحدهم ” من ذا الذي يراك يا من تغمز بعينيك في الظلام ” بدلاً من أن يقول ” مين شايفك يالي في الضلام تغمز”! الشخصية استخدمت مثلاً شعبياً ، فلابد أن تذكره بلهجته الشعبية كذلك وإلا بدا الحوار متكلفاً .
أيضاً ، حينما يكون الحوار رسمياً جداً فإنه يكون متكلفاً ، فحينما يتكلم أستاذ الأدب بالاستعارات والتشبيهات البلاغية وبلغة أدبية رفيعة مع طلابه في التخصص فإنه يكون مقبولاً إلى حد كبير ، ولكنه إذا استخدم ذات اللغة مع السباك أو عامل البنزين فإنه إما أن يعرض نفسه للضحك أو للشفقة . طالما لم يفعل الكاتب ذلك بغرض الإضحاك والسخرية المتعمدتين فإن ذلك سيُعد حواراً سيئاً .
الخطيئة الثالثة : خطيئة ألا يحدث شيئ :
إذا كان على بطل القصة ( أو أي شخصية أخرى ) أن يملأ البنزين ثم ينزل إلى المحطة ليشتري شطيرة ويجري محادثة تلفونية ضاحكة دون أن يكون وراء كل ذلك حدث مهم فلعل من الحكمة أن يختصر المؤلف كل ذلك بجملة ( عبأت البنزين قبل أن آتيك ولذلك تأخرت ) مثلاً ، أو أن يترك سرد الحدث بالمرة . لا يحتاج القارئ أن تسرد له كل التفاصيل الدقيقة للشخصية لتثبت له أنه كان مشغولاً جداً ( أو أنه شخصية حقيقية جداً ) إلا لو كان وراء ذلك حدث مهم كمشادة أو حوار سيغير مجرى القصة ، وإلا فالأفضل اختصار الموقف بأكمله ، ولا تنس أن الاختصار والإيجاز من سمات اللغة العربية . تذكر ، أنت لا تكتب سيناريو لمشهد تمثيلي حيث يكون عليك أن تكتب كل إيماءة وإلتفاتة ، أنت تكتب مشهداً روائياً ، وبينهما فرق ، فتنبه .
الخطيئة الرابعة : خطيئة مشاكل المصداقية :
يقع الكثير من الكتاب في هذه الخطيئة التي تنتج عن قلة الانتباه والسرعة في الكتابة وعدم التروي . من مشاكل المصداقية وقوع التناقض والتضارب في المعلومات المقدمة ، فقد يكون فرق العمر بين الابن وأمه قليلاً جداً بشكل ملفت للنظر ، أو يذكر في الفصل الأول أن له أختين وبعد عدة فصول يذكر أن له خمس أخوات وفي فترة زمنية لا تكفي لأمه أن تنجب الباقي ( إلا لو قامت بتبنيهم مثلاً ) . من مشاكل المصداقية أيضاً حينما يكون الأطفال أذكى وأعقل من والديهم بشكل ملفت ودائم . المصداقية مشكلة متكررة في المذكرات الشخصية والسير الذاتية إذا أخفق الراوي ( والذي يمثل المؤلف) في إقناع القارئ بأن يثق أو يصدق بالعواطف والحقائق وذلك حينما ينزع إلى المبالغة في إظهار نفسه بمظهر الضحية ، أو العكس : يظهر بأنه الفائز الغالب دائماً ، فعندها سيشعر القارئ بالاستياء والإحباط. قد تجد في بعض الكتب هذه المبالغة وتكون مقبولة في الوقت ذاته ، ولكن هذا يكون بسبب تعمد المؤلف إلى سلوك هذا الطريق ، ويبين نيته في ذلك من أول فرصة لأن القصة تدور على هذه المفارقة ، وليس هذا ما نتحدث عنه بالتأكيد . في أغلب الروايات والسير الذاتية تكون الثقة بين القارئ والمؤلف مهمة جداً ، لا تغامر بخسران هذه الثقة بأن تجعل راوي قصتك مبالغاً في وصف الشخصيات .
الخطئية الخامسة : خطيئة المشاهد العاطفية :
هناك فرق بين العاطفة والمشاهد العاطفية ، الفرق بينهما تماماً مثل السكر ، وبديل السكر. المشاهد العاطفية صناعية كالسكر الصناعي . تحاول المشاهد العاطفية التلاعب بعواطف القارئ ، فتعتصر منه عادة الشفقة أو الحنين أو المشاعر الغامضة . طبعاً أنت تريد لقرائك أن يتأثروا ويتفاعلوا مع أحداث قصتك ، ولكنك لا تريد أن تطفئ حماس قارئك بمشاهد مغرقة في العاطفة المبالغة . غالبية القراء في العصر الحديث لم يعد لديهم القدرة على تحمل الكتابة العاطفية التي كانت منتشرة بين كتّاب العقود الماضية . إلى الآن لا نزال نجد من يمارس مهمة انتزاع الدموع عندما ينفصل الزوجان/ العاشقان بالكثير من النحيب و الدموع ، أو عندما يموت شخص ما . كثيراً ما نجد المفارقات العاطفية المضحكة في مشاهد الموت ، كما لو تاب الشخص في مرض موته وتحول – بقدرة قادر – إلى شخص طيب نادم على ما سبق ليديه أن اقترفتا ، أو كانت هناك لحظة مسامحة ومغفرة للذنب قبل الغرغرة ، أو النكتة الشهيرة قبل الموت : ( أنا مش أبوك يا بني ) . لا تفهمني خطأ أرجوك ، لست أبداً ضد مشهد يثير المشاعر أو العواطف لدى القارئ ، وإنما أنا ضد المشاعر الكاذبة المزيفة التي تُنتزع انتراعاً من القارئ .. كيف لنا أن نعرف الفرق؟ حينما يحركك شيء أثناء القراءة فاسأل نفسك : هل مستوى شدة العاطفة في المشهد تماثل مستوى شدة العاطفة التي ثارت فيك أثناء القراءة ؟ لو شعرت الشخصية بمستوى عالٍ من الانفعالات لم تتمكن أنت من الحصول عليها فهذا يعني أن الكاتب قد أخفق في إقناعك .. كذلك عليك أن تنتبه أثناء كتابتك : فإذا استعملت الكتابة العاطفية أكثر من العاطفة نفسها فحتى لو كنت تكتب مشهداً فإن الأمر سينتهي بك بأن “تخبر” به بدلاً من أن “تعرضه” .. ستخبر قارئك أن عليه أن يشعر بشيء أخفقت أنت في إظهاره بشكل مقنع ، وهذا سيهدم الهدف من المشاهد بأكملها .
خمسة عشر حلاً لأخطاء كتابية شائعة
Posted in من هنا وهناك, tagged مهارات, تطوير on 16 جانفي 2013| 4 تعليقات »