الخميس 25 ذي القعدة من عام 1441هـ، الموافق لـ 16 يوليو من عام 2020
مدونتي الحبيبة
اليوم انتهى تحدي الإجازة، آخر تحدٍ في عام 1441.
أكره النهايات.. فلسبب ما تذكرني بالموت مهما تفاءلت، ومع ذلك فكم أنا ممتنة لله الجليل أن وفقني لعقد التحديين الأخيرين رغم الظروف الصعبة التي كان العالم بأكمله يمر بها، ولكن تحدي العيد وتحدي الإجازة جاءا في الوقت المناسب: حظر، عزلة، أجواء تفوح برائحة المرض والخوف و القلق من مرض مجهول الهوية والمصير:
ارتد الكمامة والقفاز.
لا، لا ترتد القفاز، فقط الكمامة.
لا ترتد الكمامة إلا لو كنت ستزور كبارا في السن أو كنت مريضا.
لا تزر والديك وابق بعيدا عنهما فذلك أصلح لهما.
لا تقطع والديك وزرهما ولكن ابق بعيدا.
تخبطات، وتناقضات، ومع كل تخبط وتناقض تنقبض النفوس ويزداد الخوف ..
ولكن الله الكريم منّ علينا بهذين التحديين لننسى فيهما العالم الخارجي وقلقه وننغمر بكلنا في التحديات الصحية والحياتية ولنشعر أكثر بنعم الله ويزداد عندنا حسن الظن واليقين برحمة الله .
أكره النهايات .. سأترك أرواحا أحببتها رغم عدم اللقاء المسبق .. سأفتقد جو الإثارة والحماس.. سأفتقد الأسئلة المتعطشة للمعلومة الصحيحة.. سأفتقد الحميمية والمشاكسات والنكات والإبداعات التي تتحلى بها الكثير من المشتركات .. سأفتقد العصف الذهني آخر الليل لآتي لهم بتحد أسبوعي اسمه (تحدي الكوتش).
كم اكتشفنا من مواهب، كم سمعنا من قصص .. كم رأينا من عوالم في صدور المشتركات، مختلفة عن عوالمنا .. كل واحدة منهن كانت عالما بأكمله، فيه من الآلام ما يسليك عن آلامك، ومن الآمال ما يشجعك على تحقيق آمالك، فلست وحيدا.
أكره النهايات .. ففي يوم السبت ستعلن النتائج وتغلق القروبات، وتنفض المجالس ويذهب كلٌ إلى بيته..
سأضطر للانتظار حتى تحدي الخريف في نهاية شهر ربيع الأول..
أمنّي نفسي من الآن بلقاء دافئ مبهج في أول أيام تحدي الخريف حيث نتلاقى بعد غياب ..
غريب ومضحك !! لو رأيتنا يا مدونتي كيف نلتقي بفرح حقيقي ولهفة صادقة كأصدقاء التقوا في أول يوم دراسي، أو كأننا أبناء عائلة واحدة.. اليوم الأول من كل تحدي هو يوم عيد .. وفي كل تحد جديد تكبر العائلة ويحلو العيد.. وهذا من فضل الله فله الحمد والمنة..
شكرا لك يا مدونتي على حسن الاستماع .. كنت أحتاج لهذه الفضفضة بالفعل .. شكرا لك أن كنت معي في زمن كورونا .. حتما سأعود إليك بعد انقضاء كل هذه الفوضى .. سأقرأ، وأتعجب، وأتذكر، ولعلني أضحك، وأقول ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله .