الأحد 5/ 8/ 1441، الموافق لـ 29 مارس من عام 2020
مدونتي الحبيبة
اليوم اتخذت الدولة وفقها الله المزيد من الإجراءات الصارمة فقدمت حظر التجول في جدة إلى الثالثة عصرا، مما يعني أني لو أردت تناول أيا من الأكل السوقي فيجب أن يكون ذلك في الثانية عشر ظهرا. خيرة …
المهم أني ذهبت اليوم إلى البقالة الكبرى في الحي، و هناك فوجئت بأنهم يقيسون حرارة كل شخص قبل أن يدخل. حين جاء دوري وفي أقل من ثانية دارت في ذهني التساؤلات: ماذا لو كنت حرارتي مرتفعة؟ سيمنعونني من الدخول؟ سيطلبون الإسعاف؟ سينظر الجميع إلي في خوف ورعب؟ لبرهة أحسست أن الثانية قد صارت ساعة، وأن مصيري متوقف على هذا الميزان. طيب الجو حار وأوقفت سيارتي بعيدا، ماذا لو كانت حرارتي مرتفعة بسبب الحر، وفي أثناء التفكير أشار الموظف بيده أن أدخلي! فقطع علي حبل خوفي ولله الحمد. هذا الإنسان عجيب، ماهر في اختلاق المخاوف والسيناريوهات المرعبة، وفاشل -إلا من رحم الله- في الاطمئنان والتسليم وإحسان الظن بالله.
عندي خوف آخر.. أمي حفظها الله يزداد نسيانها كل يوم . لا ليس الزهايمر، ولكنه النسيان المتعلق بالكبر عند الكثير من الناس. والبعيد عن العين بعيد عن الخاطر. أخشى أن تنتهي مدة الحظر وتنساني. حسن، أنا أعرف أنها لن تنساني تماما، ولكن يقلقني أنها لم تعد تتفقدني. تعلمين الاتفاق بيننا أنها هي من تتصل لأن مواعيد نومها غير مستقرة، وتغلق جوالها وهاتفها على الدوام. لم تكن كذلك قبل سنتين .
الكبر مؤلم .. الحياة كلها مؤلمة.. هذا الحظر مؤلم.. في داخلي اليوم حزن عميق .. لا ليس خوفا من المرض، ولكنه حزن. شوق لأمي وأخواني وأولادي وصديقاتي توائم روحي، شوق لرمضان والتراويح، شوق لجَمعات رمضان (التي لعلها لن تكون هذه السنة)، شوق للمدينة، شوق لأشياء أخرى لا أعرف ماهيتها. هل أنا اتحلطم الآن؟ هل أنا دراما كوين الآن؟
أحمد الله العظيم أن هداني لتحدي العيد يمتص من وقتي وتفكيري الشيء الكثير.. ومع ذلك ، لازلت اليوم حزينة ..
أضف تعليق