الجمعة 3 /8 / 1441، الموافق لـ 27 مارس من عام 2020
مدونتي الحبيبة
شاهدت البارحة مقطعا في تويتر لبعض من وُضعوا إجباريا في الحجر الصحي، حيث لا يزورهم أحد، وشهدت بعضا من معاناتهم. على الرغم من أن بعضهم في غرفة في فندق فاخر إلا أنه في نهاية الأمر (محبوس). وحمدت الله على الحجر (الدلوع) الذي يعذبنا ويكاد يخرجنا عن طورنا. أنا مع عائلتي سوية، نروح على بعضنا البعض ونغدو، ونتريض في الشارع ونخرج بالسيارة للحاجة ونطلب من الطعام السوقي ونشعر بأنا في ضيق وبلاء، فكيف بالمحجور عليهم فعليا وهم في حجراتهم 24 ساعة يهددهم خطر الانتكاس أو الموت وتضيق عليهم الوحدة والقلق؟!
أمر آخر.. اليوم بحمد الله ذهبت لزيارة أمي. أعرف أني قلت من قبل أني لن أزورها إلا بعد مرور أسبوعين على آخر اجتماع لي مع العالم الخارجي، ولما يمض بعد، ولكن الشوق بلغ من كلينا مبلغه فتوكلت على الله واتخذت احتياطاتي. خلعت حذائي بالخارج، وخلعت عباءتي في حجرتي القديمة، غسلت يدي بالصابون لأربعين ثانية ثم دخلت عليها. متعت سمعي بصوتها الحبيب وهي تقول في جذل جملتها المعتادة (إيش المفاجأة دي). هذه المرة نعم هي مفاجأة . أرسلت لها قبلا وأحضانا في الهواء وجلست في مقعد بعيد عنها.
لم أتمكن من التأخر عنها أكثر من ذلك ، فلازال عقلي يخوفني بأني قد لا أتمكن من رؤيتها بعد اليوم . تعلمين أن الشيطان ينتهز مثل هذه الفرص حين يكون المرء هشا أو مضطربا فينسج في ذهنه الخيالات وألأفكار السيئة . حسنا، حسبت أني لن أسامح نفسي لو أن والدتي توفاها الله في مدة الحظر. الحمد لله هي لا تشتكي سوى الكبر، ولكن أجل الله غير معلوم. وحتى لو توفاني أنا الله فعلى الأقل رأتني ولو لوهلة، ولو بلا قبل ولا أحضان.
الحو في الخارج مغبر جدا والرؤية ضعيفة والهواء قوي. يعطي إحساسا بأنه غضب من الله ، أو أنه يوم القيامة خاصة مع جو كورونا العام. طبيعي هذا الإحساس. ألم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من الريح ويتغير وجهه إذا ما رآها؟ لا بأس، نعوذ بالله من شر هذه الريح وشر ما أرسلت به ، ونسأله خيرها وخير ما أرسلت به. نحاول أن نحدث عبادات صغيرة مستمرة متوافقة مع الظروف وننتظر الخير من الله .
على فكرة : تمكنت اليوم بفضل الله من الاستماع للدرس الفجري. استمر نصف ساعة فقط فلم يخرب نومي .. اعتبرتها بديل للنصف الساعة التي أقضيها بعد الفجر عادة على وسائل التواصل.
أضف تعليق