خمسة عشر حلاً لأخطاء كتابية شائعة
16 جانفي 2013 بواسطة هناء
اكتشفت ذات يوم موقعاً ظريفاً اسمه writersdigest.com يقدم خدمات جميلة للكتاب والمؤلفين. واطلعت على كتيب مجاني صغير بعنوان : سبعون حلاً لأخطاء كتابية شائعة ، ومن قراءتي لأول عشرة أخطاء وجدت أنها أخطاء شائعة بالفعل ، ولا أستبعد وقوعي في كم لا بأس به أثناء كتابتي لكتابي الأول : الحياة الجديدة ، أيامي مع سرطان الثدي مما دفعني إلى تحديد ما أنوي تغييره في الطبعة الثانية بإذن الله .
وبما أن التدوينة لن تكون مناسبة لمناقشة سبعين خطأ فقد اكتفيت بإشارات عابرة إلى ما أعتقده أبرز هذه الأخطاء وحلولها :
1- الخطأ : عدم البدء ، وإذا لم تبدأ فلن تنته أبداً .
الحل : ابدأ من أي مكان ، لا يشترط أن تبدأ دائماً من بداية المقال أو القصة ملتزماً بالترتيب المعروف في جريان القصة .. اكتب أي جملة أو أي حدث وستجد نفسك منطلقاً ، وبإمكانك اختيار البدايات الصحيحة فيما بعد. لا تنتظر الإلهام أو المزاج ، فقط ابدأ .
2- الخطأ : إهمال القارئ الذي يعد المستهلك الحقيقي لأي نص المكتوب ، والتركيز على النفس أثناء الكتابة يعد خطأ شائعاً ، فالقارئ لن يهمه أن يقرأ عن حياة الكاتب إلا لو رويت قصته بطريقة غير مسبوقة أو كان لها صفة استثنائية .
الحل : على الكاتب أن يوصل الأفكار التي في رأسه إلى رأس القارئ عن طريق الكلمات المطبوعة لذا كان عليه أن يركز جيداً على صياغة الكلمات وتأثيرها على أفكار القارئ وعواطفه. ضع نفسك في مكان القارئ وابحث عما يهمك أن تجده في النص المكتوب .
3- الخطأ :الخلط بين الفنان والمحترف :الكثيرون يحاولون أن يصلوا لدرجة الفن قبل أن يحترفوا الكتابة فعلياً.
الحل : تعلم الاحترافية في الكتابة وهذا لن يتم ما لم تكثر من الكتابة ولا يوجد بديل لذلك للأسف. اكتب كثيراً ثم اعرض ما كتبته على من هو أكثر احترافاً منك وتلق تعليقاتهم وانتقاداتهم بصدر رحب.
4- الخطأ : انتظار مزاج الكتابة .
الحل : اكتب! لو ألزمت نفسك بالكتابة بغض النظر عن مزاجك فإنك ستجد أن جودة ما تكتبه متماثلة في كل الأحوال ، كما أنك ستجد أنك كلما أكثرت من الكتابة ، فإن تلك العوائق التي كانت تشغلك عن الكتابة سابقاً ستضمحل.
5- الخطأ : عدم تنظيم الوقت جيداً .
الحل : لا يكفي أن تقرر أن تكون كاتباً ، يجب أن تعيش حياة الكتّاب ، فتجعل للكتابة أهمية كافية تشغلك عن النشاطات غير المهمة . اجلس واكتب روتينك اليومي وابحث عما يمكنك تقليصه (تلفزيون، شبكات تواصل اجتماعية ، اتصالات هاتفية ) . بعض الكتاب يكتبون في القطار في طريقهم للعمل ، والبعض الآخر يكتبون في ساعة الغداء ، أو يغيرون مواعيد نومهم بعض الشيء ليتمكنوا من إدراج نظامهم الجديد في الكتابة .
6- الخطـأ : الفشل في التعلم من الخبراء .
الحل : لاحظ كيف يمضي طلاب الفنون الجميلة أوقاتاً طويلة في تأمل اللوحات المشهورة ، هكذا يجب أن يكون الكاتب. تناول الأعمال الناجحة وادرسها بغض النظر عن درجة إعجابك بها أو موافقتك لها، وتعلم منها. لاحظ أن دراسة الأعمال الناجحة القديمة قد لا تكون فكرة حسنة دائماً وأنت تعيش في القرن الحادي والعشرين .
7- الخطأ :عدم تطوير الفكرة مع العلم أن كل قصة أو فكرة تم تناولها مراراً من قبل .
الحل : ضع بعضاً منك في كتابتك ولو كان مجرد وجهة نظر فريدة وستجد أن كتاباتك اختلفت عن غيرها ، لا أحد عاش حياتك وتجاربك ، ولا أحد يملك دماغك .. اصبغ كتابتك ببعض من كل ذلك .
8- الخطأ : الإفراط في ذكر نظام القصة من تاريخ أو ملابسات . بعض الكتاب يشعرون أن عليهم ذكر جو الرواية قبل البدء بالقصة الفعلية ويطيلون في وصف ذلك مما يدفع بالملل للقارئ الذي يريد الشروع في الرواية.
الحل : أعط القارئ المعلومات الضرورية عندما يحتاجها ليفهم القصة أو الشخصيات ، وليس قبل ذلك.
9- الخطأ : عدم وجود محرضات للحوادث : يخفق الكاتب أحياناً من خلق أحداث تحرك القصة ، فتجد البطل يستيقظ صباحاً ويقرر فجأة أن يغير من نفسه مما يصدم القارئ الذي يجد ذلك غير واقعي.
الحل : من الضروري أن يعلم القارئ السبب المنطقي وراء التغييرات التي تحصل في الشخصيات ، ولو لم يكن لدى الكاتب فكرة مسبقة عن هذا الأمر بحيث يعد له العدة أثناء كتابته فسيبدو التغيير مفبركاً وغير مقبول .
10- الخطأ : إعطاء محاضرة للقارئ : لا أحد يحب أن يُعطى محاضرة لم يطلبها ، والكثير من الكتاب يعتبرون الرواية وسيلة لنشر أفكارهم وبالتالي يقومون بإعطاء محاضرة .
الحل : قم بتسلية القارئ واعرض له المعلومات في قالب ترفيهي روائي . أعرض له ولا تخبره ودعه هو يستشف ما يريد من عرضك ، فالكاتب المجُيد هو من يجعل قارئه يفكر كثيراً بعد انتهائه من القراءة .
11- الخطأ : الفشل في صنع مشكلة جوهرية للقصة ، وبدون المشكلة فلن يهتم القارئ بإكمال القصة.
الحل:هناك 3 أنواع أساسية من المشاكل : داخلي وهو ما يدور في داخل الشخص ، شخصي وهو ما يكون بين الأشخاص ، وعالمي وهو الصراع بين الشخص والنظام أو الدولة أو العالم أو الأقدار . لا يشترط أن تكون المشكلة عنفاً أو أمراً ذا بال ، وقد يكون مجرد اختلاف على لون دهان غرفة النوم ، ولكن هذا الاختلاف قد يرمز لمشكلة أكبر في العلاقة بين الشخصيتين .
12- الخطأ : صنع العديد من الشخصيات قد يخلق للقارئ ذهولاً وارتباكاً كالذي يشعره لو دخل إلى قاعة فيها ثلاثون شخصاً لم يقابلهم في حياته والمطلوب منه أن يستمتع بوقته معهم .
الحل : قبل أن تبدأ في الكتابة قرر عدد الشخصيات التي يمكنك التعامل معها وإعطاءها دورها وأسماءها في القصة . لا تسمّ الشخصيات التي تظهر مرة واحدة في القصة واكتفِ بوصف هذه الشخصيات بأعمالهم ” الخادمة” ، “عامل النظافة” ، واحرص على جعل قارئك متابعاً لشخصياتك المسمّاة مولياً الاهتمام الأكبر للبطل وخصمه .
13- الخطأ : تحرير نصوصك قبل الانتهاء من العمل ، ويعد هذا خطأ لأنك أولاً تحسن أسطراً قد تضطر فيما بعد إلى حذفها وفي هذا مضيعة لوقت تحتاجه في إنهاء عملك . وثانياً أنك بهذا التحسين قد تحذف أشياء ستكون محتاجاً إليها فيما بعد .
الحل :لا تفرط في تحرير عملك مهما بلغ تشوّفك لذلك وتحلّ بالصبر حتى تنتهي من عملك تماماً .
14- الخطأ : الإفراط في الاطلاع على التعليقات ، فكل شخص له وجهة نظر مختلفة ولكن هل لكل وجهات النظر قيمة فعلية ؟ كثير من وجهات النظر تنتقد ولكن تخفق في إعطائك الحلول الجيدة .
الحل : ابحث عن شخصين أو ثلاثة بحد أقصى ممن تثق وتقدر آراءهم ، ويكونون في الوقت ذاته قادرين على تحمل قراءة النص بأكمله ولا يكتفون باقتطاع جزء من هنا وهناك . ادرس التعليقات بانفتاح وقيّمها بعناية ولا تكن سلبياً في التعامل مع التعليقات التي لا تعجبك .
15- الخطأ : عدم القدرة على الانتقال . قد يكتب الكاتب مؤلفاً كبيراً ، ويعيد تحريره مراراً وتكراراً ، ولكن التحرير يحسّن العمل فقط لا الفكرة .إذا لم تكن الفكرة الأساسية للعمل جيدة بالدرجة الكافية فلن يهم عدد المرات التي قمت فيها بإعادة صياغة الفكرة ، وبالتالي فإن العمر يضيع في كتاب واحد ، وكما ذكرنا في النقطة الثالثة ، فإنك كلما أكثرت من الكتابة تحسن أداؤك ، وإصرارك على تحسين المؤلف الذي أنشأته سيمنعك من كتابة المزيد من المؤلفات وبالتالي لن تتحسن مهارتك .
الحل : قد يكون من المناسب أحياناً أن تضع مؤلفك في الدرج وتبدأ عملاً جديداً ، وعُدّ ذلك استثماراً لمهاراتك . العديد من الكتاب لم ينجحوا إلا من مؤلفهم الثالث . الخلاصة : اعط نفسك مدة سنة في عملك فإن طال الأمر فانتقل على عمل آخر .
وبعد ، فهذا ليس كل شيْ فهناك العديد والعديد من الأخطاء التي يقع فيها الكاتب المبتدئ ولها حلول جيدة بالفعل ، وإنما اقتصرت على ذكر ما وجدت نفسي أقع فيه .
0.000000
0.000000
أرسلت فى من هنا وهناك | مصنف مهارات, تطوير | 4 تعليقات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك أستاذة هناء على التدوينة المفيدة
لكني احسست أن أغلب النقاط تركز على الكتابة القصصية ، فهل هي كذلك في بقية الأخطاء السبعين؟
ضغطت على رابط التحميل الذي في آخر التدوينة فظهرت صفحة مطلوب فيها بيانات
قمت بملئها لكن تظهر لي رسالة error
فأرجو إفادتي من فضلك إن كان هناك طريقة أخرى للتحميل
هدى
لا أعرف يا هدى طريقة أخرى ن ربما لو حاولت تغيير المتصفح . أنا نزلته على الآيباد عن طريق برنامج الداونلود . أغلب النقاط تتكلم عن الكتابة القصصية وتشير أحيانا إشارات خفيفة إلى الكتابات غير القصصية الأخرى ,
شكراً لك أستاذة هناء
[…] الكتابية وخباياها ، الترجمة الأولى كانت بعنوان : خمسة عشر حلاً لأخطاء كتابية شائعة ، من نفس الموقع ، وأقدمهما وأي ترجمة تالية للمهتمين […]