لا زلنا في الاختبارات ، ولا زالت الضربات تتوالى من الأساتذة الذين يملكون حساً غريباً في وضع الأسئلة. غريباً جداً لدرجة أنك تتساءل في نفسك وأنت تنظر بغباء إلى ورقة الأسئلة مخاطباً الأستاذ ( وش تحس فيه ) ؟
كفانا حديثاً عن الأسئلة فهذا موضوع تحدثت فيه إلى أن بح صوتي ولا يزال منسوب الأدرينالين (لعله) يرتفع بسببه وترتفع معه أشياء أخرى ( ربما الضغط والكلسترول ، والسكر الذي لست مصابة به والحمد لله .. حتى الآن على الأقل !) وأخشى أن أرتفع بذاتي محلقة في سقف الحجرة كلما تذكرت الأسئلة ، وألجم لساني بشدة خشية أن أدعو على هذه النوعية من الأساتذة وأفكر في نفسي : بل أريد من حسناتهم .. أريد رفعة من الله .. أريد أن أصيب ( عزم الأمور ) .
ما أهداف هذه التدوينة إذا ؟
الأهداف :
-
محاولة تعويد النفس على كتابة تدوينات من صفحتين فحسب .
-
استجلاب بعض الترويح للنفس المرهقة باستجلاب الذكريات .. أية ذكريات ؟ تعرفها في الهدف الثالث :
-
تحية لزميلة الدراسة الدكتورة منى باسليم ، استشارية جراحة أورام الثدي بمستشفى الملك فهد بجدة .
كنت أسمع باسمها وأتساءل ..
منى ؟ أتكون منى التي أخبرها في مدرستي الجميلة دار الحنان ؟
وأعود بذاكرتي إلى الوراء ، وتتوالى علي الذكريات بمختلف الطعوم والروائح والألوان .
ذكريات سعيدة لأيام سعيدة قضيتها في مدرسة دار الحنان .
كم مرة ذكرت أني لابد أن أكتب عنها تدوينات خاصة ؟ ربما في إجازة الصيف !
الهدف الآن هو الكتابة عن منى ، منى الطالبة لا الطبيبة لأني لا أعرفها كطبيبة .
ولابد أن أحصر هدفي هنا لئلا ينتهي بي المطاف إلى كتابة تدوينة من عشر صفحات هذه المرة ، إذ أن مجرد الحديث عن المدرسة يقودني مسحورة إلى عالم جميل ، ومساحات شاسعة من اللونين الزهري والتفاحي في تناغم وود ، ولا بأس على الإطلاق بحشر بعضاً من البنفجسي (لوني المفضل) بأي درجاته هنا وهناك .
تحسونه نشازاً ؟
لايهمني ، فمادام أنه عالمي فلأضع فيه ما يدخل إلى قلبي السرور من الألوان .
هناء !!
حسناً حسناً .. الاستطراد .. فهمت فهمت !
موضوعي : منى باسليم .
كانت منى من البارزات فعلاً في السنة الدراسية 1404 ..
ياااااااه ، ذاك عهد قديم .
ماهذه المعلومة المتسربة ؟ إنها تعطي دلالة واضحة جداً على أعمارنا لا تقبل الشك ولا الريب .
ولكن ، من قال أني ( أنا على الأقل ) صغيرة .
لا أزال أذكر في كل زمان ومكان أني ( خالة ) وطالبة في سن جدتي وكل هذا الهراء ، فلن يضير إذا ما ذكرت في أي سنة كان تخرجي من الثانوية .
كانت منى تتصف منذ ذلك الوقت بالعقل والرزانة ، وكنت دائماً أعقد مقارنات في نفسي بيني وبينها ، وأتمنى بإعجاب خفي أن أحظى ببعض ما عندها ..
صوتها منخفض نوعاً ما ، هادئة ، من النوع ( التحتاني ) الذي يلقي بالتعليقات الساخرة وهي تقرأ كتاباً ، فتستلقي أنت على الأرض و( تكفشك الأبلة ) في حين تظل هي تقرأ كتابها في براءة . لا أقصد أن موقفاً كهذا حصل معي ، فقد كانت في القسم العلمي وكنت في الأدبي ، ولكن أقصد أنها كانت خفيفة الظل بلا صخب ، وغني عن الذكر أنها كانت ( دافورة ) ما شاء الله .
ولمن لا يعرف معنى هذا المصطلح (دافورة ) فهو يعني القمة في ( الشطارة الدراسية ) .
جمعني بمنى بعض الإذاعات الصباحية من فئة : مديرتي الفاضلة ، مدرساتي الحبيبات ، أخواتي الطالبات … الخ ، وبعضاً من مباريات الكرة الطائرة ( وأرجو ألا أكون أخرف أو أن الصور عندي تداخلت ) وبعض الصديقات .
لم تكن صديقتي بالمعني الفعلي ، ولكن كانت زميلتي التي أعجبت بصوتها المنخفض وحرصها على الدراسة ورصانتها وكل ما افتقرت إليه في تلك الفترة .
حينما أشارت عليّ عمة أولادي أن أحادث الدكتورة منى باسليم أعرض عليها الاشتراك في تجمع طهر لمريضات السرطان ضمن الهيئة الاستشارية للتجمع
http://www.m-tohr.com/vb/
أغلقت عيناي وسافرت بخيالي إلى ذلك العالم الساحر .. عالم مدرستي ، ورجعت أحاول تجسيد صورة منى في ذهني ..
منى في فصل العلمي ، منى في الساحة تلعب كرة الطائرة ، منى في الإذاعة (تستهبل ) أمام (المايك) قبل أن نكون على الهواء ، منى هنا وهناك .. منى والذئب !!
ماذا ؟ أوه نعم .. تلك ليلى والذئب .. معذرة .
كنت أخشى أن تتداخل علي الصور ، وها قد حصل المحذور .
أخذت الرقم وأرسلت لها رسالة في البداية ..
أعرف هؤلاء الأطباء لا يردون على أرقام مجهولة لئلا ( يتوهقون ) أو ( يبتلشون ) مع المرضى.. وعلى سيرة (الابتلاش) ذكروني فيما بعد أن أحكي لكم كيف تقرأ الشيخة شمس ( بنتي ) القرآن .
أرسلت لمنى أذكرها بنفسي وأطلب منها أن تحدد الوقت المناسب للاتصال بها .
تجاوبت معي جزاها الله خيرا ..
لا زالت بدماثة أخلاقها الذي أعرفه فيها..
ثم حادثتها أخيراً .
نفس الصوت ..
كنت أحادثها بحذر في البداية ، فمسافة 27 سنة تفصلني عنها ليست هينة .
خفت ألا تتذكر مني طبعي الساخر والصخب الذي كنت أحدثه فتنكرني .
ولكن كانت منى هي هي ، وكنت أنا أنا .
دون أية رتوش أو زوائد .
تحادثنا لعشر دقائق عجِلة ، لحرجي من أن أكون أشغلتها عن بيتها وأولادها .
أنهيت المكالمة وقلبي يبتسم بحبور .
هذه ذكريات جديدة من ذلك العالم الفاتن ( الذي يدعى مدرسة دار الحنان ) تتداعى علي .
دكتورة منى ، أرفع باروكتي تقديراً لك ، وأفخر بأن أقول : كانت زميلتي في الدراسة !!
ملحوظة : يبدو أن وضعي ميؤوس منه .. مع كل محاولات الاختصار بلغت هذه التدوينة 4 صفحات .. لنأمل أن يحصل بعض التحسن .. فقد نقصت تدوينتي صفحة هذه المرة .
رائعة رائعة ثم ألف رائعة ماشاالله..
منور يا قمييل !!
الله الله الله ياااا عمممة ..
مررآآآ حلوآآآ .. ماشالله لاقوة الا بالله .. أسلووبك جمييل جداااا …
لو تبي الصراحة .. كان نفسي تزيد التدوينة الصفحة الي نقصتيها ابا كتير :”) ..
أحلى زكريات زكريات ايآم الدراسة صحيح انو بدري عليا دا الكلام ولا انا خلاص سرت من فئة الجامعيات :$ يعني مافي مدرسة يعني زكرى خخخخخ > ايش قاعدة أخبص مدري ..
المهم يا عمتي الفاضلة .. أنآ أزكرك بالشيخة شمس بنتك 😀 لآ تنسي ..
what can I say???Great as always…funny as always…mashalllah
مع أن النفوس تتغير لكن … الناس معادن …
تحية لأبلة منى ,,, وتحية لأبلة هناء ،،، زعيمات الدوافير في دار الحنان …
وكمان تحية للذئب .. XD
استمتعت كالعادة،،،