رسالة إلى ولدي
14 نوفمبر 2011 بواسطة هناء
قرأت كلماتها في مدونتها الجميلة .
كلمات مشرقة عن الأم ، بعيداً عن القيود المدرسية السخيفة التي تتحكم في كيفية كتابة عواطفك في مواضيع التعبير .
http://maryambantan.wordpress.com/2011/11/13/%D9%85%D9%88%D8%B6%D9%88%D8%B9-%D8%AA%D8%B9%D8%A8%D9%8A%D8%B1/
اثارت في نفسي أشجان الأم ، إذ كانت تتحدث بلسان الابنة .
وعدتها أن أعارض رسالتها لأمها برسالة إلى ولدي .
أجزم أن رسالتي ستكون بلسان كل الأمهات .
” ولدي حبيبي ، أياً كان اسمك ..
اقترب مني .. لأشمك ، لأضمك إلى صدري . لتعانق مخيلتي ذكريات أيام سعيدة مضت .
اقترب أكثر ..
لتلثم يدي يدك .. وتسافر عيناي إلى الوراء أزمنة ما ، فأراك كما أنت عندي : طفلاً صغيراً .
كأني أسمع ضحكاتك ترن بصخب في أرجاء المنزل .
كأني أشعر بدفء حضنك وأنا أريح رأسي عليه لتلعب بشعري كما علمتك منذ صغرك .. تذكر طبعاً كم أحب ذلك .
كأني بك وقد ملأت صدري زهواً وفخراً لاعتقادك أني أعلم من في الأرض ، وأن ليس ثمة أم تماثل أمك في الجمال و الثقافة والعلم والأناقة .
تذكر حين كنت أنظر إليك بشغف حتى تستحي ، وأقول لك : أحبك ، فتجيبني بصوتك الرقيق : وأنا كمان ؟
أنا أذكر ، لأني أفعل الشيء ذاته مع أختك الصغيرة فتكرر عين الكلمات والأفعال .
تذكر رسائل الشكر التي كنت تكتبها بخطك المبعثر وتغلف بها العيديات التي استلمتها وتهديني إياها ؟
أنا أذكرها ، بل لا زلت أحتفظ بها إلى الآن في درج مكتبي ، فقط لأن خطك الطفولي يذكرني براءتك القديمة .
تذكر كيف كان فرحي بك يوم أن أتممت حفظ القرآن الكريم ؟
أنا أذكره .. إذ لا يتاح للمرء لبس تاج الوقار كل يوم ، وأنت يا حبيبي ألبستني ذاك التاج .
تذكر كيف كنا نتناقش الساعات الطويلة في أيام مراهقتك ؟
أنا أذكر .. كان نقاشنا ينتهي بعد ثلاث أو أربع ساعات وقد بح صوتي من كثرة الكلام وأرهقني النعاس .
هل اعترفت لك من قبل أننا بعد مشاجراتنا مؤخراً كنت أغلق على نفسي الباب – أي باب متاح – وأبكي ، ثم لا ألبث أن أكفكف دمعي إذ أتذكر أني هكذا فعلت بأمي ذات يوم .
أعلم أني جرحتك كثيراً .
أعلم أني أسأت إليك كثيراً بصراخ أو كلام عنيف .
أعلم أنه لا يشفع لي القول بأني فعلت ذلك خوفاً عليك .
هكذا يقولون في كتب التربية .
ولكني للحق .. فعلت ذلك خوفاً عليك !
كلما رأيتك تخطئ تتجلى أمام ناظري الساعات الطويلة التي أمضيتها في تعليمك الصواب والخطأ .
هذا كان يثير حنقي بالتأكيد ، فأنا أريدك أكمل أهل الأرض .
لعلي غفلت أنك كنت مراهقاً تحتاج إلى مساحة أرحب لتجول فيها بحرية .
لعلي كنت ساذجة إلى درجة ظننت معها أني سأظل حبيبتك مهما فعلتُ …. كما كنتُ في صغرك .
فإذا بطفلي الصغير ، الذي كان لا يفتأ يتحين الفرص ليلتصق بي ، أو ينام إلى جانبي على سريري ، أو يأخذ كفي ليضعها على خده ، أو يتكئ على فخذي وهو يتناول طعامه أو أو أو ، هاهو يكبر ، ويأخذ
بالابتعاد .
صرت تكثر الجلوس في حجرتك وحيداً مع جوالك أو كتابك أو خيالاتك ..
كم تمنيت لو كنت تستمتع بالجلوس معي ، أحادثك وتحادثني ، وتهديني متعة الشعور بأن لي ابناً قد كبر .
صرت تصرح بأن البيت ممل ومقرف .. وما في البيت إلا أوامري وتوجيهاتي ؟
صبراً بني صبراً .
إن هي إلا أيام وتمضي .. تسافر للدراسة ، أو تُعين في بلد ما للعمل ، أو تتزوج .
المهم سيأتي اليوم الذي تفارقني فيه .
ستكون أنت في قمة السعادة والشعور بالانعتاق ، وسأكون أنا كالشجرة التي بدأت تذبل .
أتقدم في السن ، ويضعف جسمي .. ( تذكر ذلك الجسم الذي كان يلعب معك ويحملك إذا مرضت )؟
ولعل بصري وسمعي يضعفان أيضاً ، فتتحدث ولا أسمعك ، وأطلب منك أن تعيد ، فتعيد بتبرم ، وتلتقط أذناي هذه النبرة البائسة .
أعلم أنك في السن الوقادة المتوثبة ، وأني أعيق انطلاقك .
أعلم أن عليّ أن أصبر كثيراً ..
أعلم أني أسدد الدين الذي عليّ لأمي .
وأعلم أن الله تعالى لطيف ودود .
سأصبر حتى تكبر ، وتغدو رجلاً حكيماً .
ستعرف حينها فضلي وترجع إلي .
ستعود لتستشيرني ، ولتلعب بشعري الأبيض ، ولتريح رأسك على فخذي المنهك وأداعب شعرك بيدي المعروقة .
ستمسك بيدي لتعبر بي الشارع ، وستفتح لي باب سيارتك ، وستقدمني على زوجتك وأولادك كما قدمتك من قبل على أمي ونفسي .
أنا أعلم أن كل ذلك سيتحقق ..
فقط أرجو أن أكون حية في ذلك الوقت . “
أمك المحبة
0.000000
0.000000
أرسلت فى أمور عائلية وما إلى ذلك | مصنف الأم, الأبناء, الأسرة, البكاء, التربية, الحزن | 10 تعليقات
والله تساقطت دموعي تباعاً, أعلم أن أمي تحدثت إلى نفسها بنفس تلك الكلمات
أبلة هناء انها في قلوبهم مخفية .. كما هي مخفية في قلبي ..
مؤلمة بقدر جمالها ….
:((
مدونة جميلة لكن حزينة… بيكبروا وبنكبر .
الله يعطيكي العافية
:””””””””””””””””””””””
Ya allaaah!
You filled my eyes with tears.
I lovedني هنا بالقرب، صامتة لكن بداخلي ضجيج بعشقك لا يهدأ أبد
My daughter, Haneen, always writes to me. Same words? No, but same content!
IMHO, the letter reflects not only a son-mother love, but the love for any beloved ones. you succeeded in reflecting the pure, innocent and true love, in a way that made me think of both my mother and my only son, by whom I don’t mind to be neglected, if only I would receive a letter like the above!
Thank you for making my day. Did you think about sending your writings to be published somewhere? If not, do it!
Dr. Hala
د. هالة
أنا غير متأكدة تماما هل كنت تعنيني أنا أو مريم بتعليقك ؟
قرأته مرارا ولكني لا زلت حائرة .
لكن بافتراض أنك تعنيني ، فشكرا لك على كلماتك ، ونعم ، سيخرج لي كتاب قريبا جدا بإذن الله عن تجرتي مع السرطان .
شكرا لك ودمت بخير 🙂
لست أماً لأشعر بما تشعرين , و لكن ابنة فتأثرت حد البكاء بما تقولين 😦
تدوبنة جميييييييلة بقدر ما هي مأثرة,
متيقنة أن أمي و كل أم تشعر بالشعور ذاته تجاه قرة عينها,
يا رب لا تحرم أي أم من ابنائها و لا تحرم منها ,من برها ,من حنانها و بحر عطائها,,
تحرمهم*
اسأل الله ان يحقق لكي احلامك وان يطيل في عمرك على خير العمل وان يحسن خاتمتك
كم اثرت احزاني يا صديقتي وابكيتني وكأنك فجأة قلبت في صفحات من حياتنا قديمه في اول كتاب الحياة قد اصفرت وبهتت وتكاد ان تهترأ ، فيا ليت شعري لو تعود تلك الايام فما عشت ابدا حتى الان اجمل منها .
اشكر لكي ان عبرتي بقلمك عن مشاعرك كأم وكأن قلبك هو قلب كل الامهات .
وختامي كلمتي التي احب كتابتها واحس انها تعبر عن ما في قلبي ( احبك في الله )
من اجمل ما قرأت !
ترقرقت ادمعي لاجلك ولجل كل أم ,, بلغك الله ما تمنيتي
…………………….
“” يا رب لا تحرم أي أم من ابنائها و لا تحرم منها ,من برها ,من حنانها و بحر عطائها “”
……………………….
كانت تحمل همي ؟عذرا لانها هي كل عالمي والامنيات تبدا وتنتهي بين ذراعيها
ساظل مدينا لها العمر والحياة وأنـــا أحمل وقد لفني كفني …
كيف سأقول احبك وانا اسكن قلبك ؟؟؟؟ أمـــــــــــــــــــــــي ” اللهم اني اسالك ان تكتب لي بــــرها “
الله يحفظك للوالدة ورزقك برها والإحسان إليها