الثلاثاء 29 /7/ 1441، الموافق لـ 24 مارس من عام 2020
مدونتي الحبيبة
اليوم بالذات آمل أن تلتزمي الصمت ولا تردي علي بحرف. مهمتك اليوم الاستماع فقط. اليوم أشعر برغبة عارمة في البكاء. لا تسأليني لم. أنا نفسي لا أعرف.
اشتقت لأمي وحضنها وريحها. اشتقت ليدها تمسح رأسي وشعري، اشتقت لوجهها الحبيب وهي تنظر إلي بجذل وتقول: (إيش المفاجأة الحلوة دي) إذا دخلت عليها دون سابق موعد، اشتقت لأن أطوق عنقها بعقد الفل الذي تحبه فتدعو لي بسعة الرزق، فقط ليزقني الله في الأسابيع التالية رزقا وفيرا.. اشتقت لجَمعة إخواني، اشتقت لمزاحهم و (حشهم) في بعضهم البعض. اشتقت لأن أشعر بأني الفتاة الصغرى، المدللة، التي تستقي من كبارها الأمان.
للأمانة ، تعبت من كوني مصدر الأمان لمن حولي. في بيتي أمام أطفالي عليّ أن أشعرهم ان كل شيء سيكون على مايرام، عليّ أن أستمع بصبر لحلطماتهم، ولنحيبهم عند الملل ورغبتهم في الخروج والزيارات. عليّ أن أكلمهم بحكمة وصبر عن خطورة هذا الموقف وحرج هذا الوقت. وفي تويتر وسناب شات عليّ أن أظهر بمظهر الحكيمة العاقلة الصبورة التي لا تنفك تذكر الناس بأن هذا الوقت سيمضي وعليهم الصبر وملء الفراغ بأمور مفيدة ووو. لماذا؟ لأني قدوة !!
تعبت .. لا أريد أن أكون قدوة !! ألا يدرك الناس أنه حتى القدوات بشر؟ يألمون ويملون ، وتؤثر فيهم عوامل التعرية ( وهي هنا نحيب الأطفال المترفين الملولين). اشتقت (للفلفة ) في الشوارع بسيارتي، والتسكع في الأسواق (و ليس طبعي)، وللذهاب للنادي. عليّ الآن (الانثبار) في البيت، والتمرن في البيت، بل وتناول كل الوجبات من البيت (فهذه قوانين تحدي العيد)، إذن لا مجال لتفريغ الانفعالات في الطعام المشتهى! هذا الأمر يمتص مني طاقة إيجابية كبيرة.
تعرفين؟ عندي شعور أنه ستأتيني بالغد تعليقات تستنكر مني ما يبدو لهم جزعا. ولكن لا، هذا ليس جزعا. لن أستطيع أن أخفي حزني أو أن أظهر ما ليس في داخلي من بعض الألم فقط لكي يقال عني ما أجلدها، ما أحلمها. لن أغير الحقيقة فهذه التدوينة تقرأ تاريخي الآن . تاريخي الآن يقول أني حزينة بعض الشيء وأن بي شوق عظيم .. أعلم أني سأكون أفضل في الغد إن شاء الله . ولكني الآن لست كذلك ..
اتركيني الآن.
وقفات كهذه هي التي تخلق “القدوات” فالناس يحبون الاقتداء بنموذج قابل للتطبيق، بشر مثلهم من لحم ودم وأحاسيس تشبه أحاسيسهم