عن السرطان نتحدث*
14 أكتوبر 2012 بواسطة هناء
هل فكرت يوماً أنه قد يصيبك أي شيء من هذه الأمور السيئة ؟ يموت أحد أولادك ؟ تعلن شركتك إفلاسها الشديد ؟ ماذا عن الغرق في أحد السيول المنتشرة بكثرة في هذه الأيام ؟ تصاب بالسرطان ؟ حسناً .. لم يكن يخطر في بالي أنا أيضاً .. هذه الأمور تحدث للآخرين فقط كما تعلم .. فقط عندما رأيت الشكل البيضاوي ذي القرنين في الأشعة الصوتية التي أجريتها في شهر ذي القعدة عام 1430 علمت أني أنا أيضاً يمكنني أن أصاب بمثل “هذه الأمور”.
ومع أنه يمكنني تصنيف نفسي من فئة المثقفات إلى حد ما إلا أن ثقافتي لم تكن لتنال شيئاً من علم السرطان حتى ذلك الوقت . عندها سعيت حثيثاً أبحث وبشكل محموم في المواقع الأمريكية عن السرطان وكل ما يخصه من قريب أو بعيد . في مثل معركتي مع السرطان كان لزاماً عليّ أن أتسلح بسلاح العلم لمعالجة القلق الناجم عن الخوف من الإصابة. العلم هو ثاني أهم سلاح في هذه المعركة. السلاح الأول هو الإيمان القوي بالله وأقداره وحكمته .
تعلمت أن أغلب أورام الصدر ليست سرطانية ، ولمزيد من الدقة فإن 12 ورماً من 13 لا تكون سرطانية ، وأن الأورام السرطانية تتميز بكونها صلبة جداً وليست قابلة للتحرك كما أنها لا تكون مؤلمة . همممم ، ألهذا كنت أشعر أن ورمي قاسٍ كالجزرة ؟
تعلمت أيضاً أن الأسباب الرئيسية للإصابة بسرطان الثدي :
-
· الجنس ، فيكثر انتشاره بين النساء ، ومقابل 250 ألفاً من النساء المصابات في الولايات المتحدة يصاب 1900 رجلاً فقط .
-
· السن : فكلما زاد عمر المرأة ازدادت فرصة إصابتها بالمرض .
-
· الوراثة : حيث أن 10% من حالات سرطان الثدي تكون بسبب توارث جينات مختلة.
كما أن هناك أسباب ثانوية للإصابة بالمرض كزيادة التعرض للهرمونات والسمنة والتعرض للمواد الملوثة في الغذاء والشراب والتدخين .
دعني أؤكد لك أن السبب الأعظم الذي لم تذكره هذه الدراسات هو قضاء الله . فكثير من النساء أصبن بالمرض وهن بعد في العشرينيات ، أو ليس لهن تاريخ مرضي عائلي ، أو يحافظن على صحتهن بممارسة الرياضة وتناول الغذاء الصحي والامتناع عن التدخين . تشعر أنه لا سبب للإصابة إلا مجرد تقدير الله لك بالإصابة .. وأنعِم به من تقدير لو تفكرت فيه .
إذن كيف نشأ السرطان بعد تقدير الله تعالى له ؟
سأشرح لكم باختصار شديد ..
تنقسم خلايا الجسم وتتكاثر بطريقة منظمة لتنتج المزيد من الخلايا لوقت الحاجة فقط .
وكل خلية خلقها الله تعالى تسير وفق نظام خاص يتحكم في حياتها وموتها ، هذا النظام يعمل على بقاء الجسم سليماً، إلا أنه في بعض الأحيان يقدّر الله تعالى أن يختل هذا النظام عند بعض الخلايا فتأخذ بالانقسام دون حاجة ولا تموت في الوقت المناسب ، مما يسبب تكون فائض من الأنسجة والتي يتكون بمجموعها ورم ، قد يكون حميداً وقد يكون خطيراً.
الأورام الخطيرة هي السرطان .. وتتكاثر الخلايا السرطانية خارج النظام الرئيسي لها ، كما أنها تتحور لتفقد الخصائص المميزة لها ، وتتخذ شكلاً مغايراً للأنسجة الأصلية التي تكونت منها .
بإمكان الخلايا السرطانية أن تغزو الأنسجة والأعضاء المجاورة وتدمرها ، كما أن بإمكانها أن تنفصل عن الورم الأصلي وتدخل في مجرى الدم أو الجهاز الليمفاوي وتنتشر لتكون أوراماً ثانوية في أجزاء أخرى من الجسم .
كلما تفكرت في عملية انقسام السرطان وانتشاره ازداد يقيني بوجود الله تعالى . هذه الانقسامات العشوائية والتي تدل على حدوث “انقلاب” أو “خروج” على النظام الأصلي لهو دليل على روعة ودقة النظام الأصلي الذي أبدعه العليم الحكيم . هذا الانقلاب لم يأت عبثا أو من فراغ ، وإنما هو تقدير العزيز العليم ، شاءه أن يكون ليختبر به العباد ..
بالتأكيد يحتاج السرطان لكثير من الاستعانة والصبر .. فهو وإن كان قد بدأت الحُجب عنه تتكشف إلا أن الغموض لا يزال يكتنف كثيراً من جوانبه .. لا تنسوا أنّا عن السرطان نتحدث .
* العنوان مقتبس من قصة ” عن الطيور نتحدث ” للكاتب أحمد خالد توفيق .
0.000000
0.000000
أرسلت فى ذكريات بطعم السرطان | مصنف السرطان, سرطان الثدي | اكتب تعليقُا
أضف تعليق