الحياة بعد الأربعين !
5 جوان 2012 بواسطة هناء
كنت في الخامسة والعشرين من عمري حينما قابلت مرة ابنة خالتي التي تعيش في مدينة ثانية . كانت تكبرني بست عشرة سنة ، وكانت قد اتبعت حمية غذائية ورياضة مستمرة ، صبغت شعرها وارتدت ثوباً جميلاً فهتفت بها : إيش الحلاوة دي يا أبلة ما شاء الله ؟ فقالت لي ضاحكة : الحياة تبدأ بعد الأربعين .
علقت جملتها هذه في ذاكرتي طويلاً ولا أدري ما السبب ، فأنا في ذلك الوقت كنت بعيدة جداً عن الأربعين .. أو على الأقل يُخيل إلي ذلك . وتمضي الأيام سريعة إلا أنها لم تكن بالسرعة الكافية التي تلهيني عن رؤية الخطوط الدقيقة التي بدأت بالظهور على جانبي عيني ، ولا غزو الشعيرات البيضاء لرأسي ، ولا ظل ظهري المحني قليلا على أرض الممشى ، ولا اضطراري لخلع النظارة كلما أردت أن أقرأ شيئاً قريباً. لم تفُتْني كل هذه المظاهر التي يؤكدها نداء حفيدتيّ ” يا جدة ” وكتابتي في خانة العمر في استمارة عبأتها قريباً : 46 سنة .
لسبب ما تذكرت جملة ابنة خالتي : الحياة تبدأ بعد الأربعين ، فهل بدأت حياتي أم أنها قاربت على الانتهاء ؟
تحرياً للدقة فإني أقول إن حياتي شارفت على الانتهاء قبل سنتين ونصف حينما أصبت بسرطان الثدي , إلا أنها بدأت من جديد بعد الشفاء . لا أخفيكم أني أدندن كثيراً على تقدمي في السن ، ولعل مرد ذلك اعتقادات مسبقة سببتها الرسوم الكاريكاتيرية والإعلام أن من تعدى الأربعين فقد بدأت رحلة نهايته .
في الأدب الانجليزي –وأعتقد في كل الآداب – نجدهم يمثلون الشباب بفصل الصيف وشمس الظهيرة ، والكهولة بفصل الخريف والشمس الآفلة .
حسناً ، قد يكون في تلك الاعتقادات بعض الصحة ، ولكن هذا لا ينبغي أن يحملنا على ترك الحياة ، بل العمل للآخرة مع عدم نسيان النصيب من الدنيا.. على الأقل هذا ما فهمته مؤخراً .
لماذا يسود هذا الظن عند الكثير من الناس ؟ لماذا يربط بعض الناس التقدم في السن بالعجز الجسدي والفكري ، فتجدهم تلقائياً يغلقون نوافذ التطور والتجديد في حياتهم بحجة السن ؛ النساء يرفضن ارتداء الألوان الزاهية ( عشان إيش يقولوا الناس ؟) والرجال لا يكادون يفلحون إلا في خوض غمار المراهقة المتأخرة واللحاق بما فاتهم من المتع . كلا الجنسين لا يحاولون تطوير أنفسهم في مجال العمل مكتفين بإنجازات الشباب ، عدم مواكبة العصر الحديث تقنياً وثقافياً، فقدان الرغبة في تغيير نمط الحياة مفضلين البقاء على روتينهم المعتاد ، عدم القدرة على التوافق مع شريك الحياة وكثرة الخلافات الزوجية بسبب عزوف المرأة عن الرغبة الجنسية إما زهداً فيها أو انصرافاً عنها إلى الأولاد والأحفاد ، وإقبال الرجل على ذلك في محاولة للتشبث بالشباب المتفلت ، العناد بدلاً من التفكير ، والسخرية من المخالف بدلاً من محاورته، والانغلاق على النفس أو على فئة معينة من الأصدقاء بدلاً من الانفتاح وتجربة مذاقات جديدة للحياة .
أليس من المفترض أن تكون الأربعين نقلة إلى حياة أفضل ، حيث تزداد الحكمة ويستقر الفكر ويستفاد من الخبرات والتجارب ؟
باعتقادي أن ما نراه من بعض النماذج السلبية يرجع سببها إلى الشخصية أولاً ، إذ أن الشخصية ؛ عيوبها ومحاسنها تتضخم بتقدم المرء في السن ، فإذا كان سلبياً فلن تزال سلبيته تتضاعف حتى تنسد السبل في وجهه وتضيق عليه الدنيا برحابتها ، ومثل هذا يكون عجوز القلب ولو كان في ربيع العمر ، أما لو كان إيجابياً فسيعيش في ظلال إيجابيته حياة معطاءة وسينعم بنجاحات متوالية تنسيه سنه الحقيقي فيبقى قلبه في شباب دائم .
إلا أن الشخصية ليست هي العامل الوحيد ، فهناك الثقافة التي تحدد توجهات الفرد ، و المجتمع الذي يثبط أو يشجع .
حين ننظر إلى كبار السن في الدول الأمريكية والأوروبية نجد أن حياتهم الحقيقية تبدأ بعد الأربعين ، حين يكبر الأولاد وتتحقق الإنجازات وتنضج الشخصية عندها يركن الفرد إلى الاستمتاع بالحياة ، إما عن طريق تجربة أشياء جديدة لم يجربها من قبل ؛ سفر ، طعام جديد ، مزاولة رياضات ، أو عن طريق إنجازات تعيد الحيوية إلى عروقه كالأعمال التطوعية وخدمة المجتمع ، وهو إن فعل ذلك فإنه يجد المجتمع الذي يشجع ويكافئ مادياً ومعنوياً على هذا التوجه فيستمر في العطاء حتى يصاب بالعجز أو الزهايمر !
أذكر أن والد امرأة أخي الهولندية كان يزاول رياضة التنس وهو في الثمانين من عمره ولم يتوقف عن ذلك إلا حين أصيب بمرض السرطان الذي توفي به ، بل كان يقود دراجته بعد أن أصيب بالزهايمر ويضيع أحياناً عن منزله ، ونحن نعد من يحافظ على رياضة المشي فينا وهو في الخمسين شخصاً “رياضياً” !
إلا أن الوضع ليس بهذا السوء عند الجميع ، إذ لا ينحى كل الأربعينيين والخمسينيين ومن فوقهم منحى ( كذب الكذبة وصدقها) ، وإنما كثير منهم بدأت حياته الحقيقية عندما أسن . هم أولئك الذين يعتقدون بحديث النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليغرسها ) رواه أحمد وصححه الألباني . هم أولئك الإيجابيون الذين يرون أنه طالما بقي في الصدر نفس يتردد ، وفي الجسد بقايا من قوة ، فلابد من العطاء . هم الأشجار التي تحب أن تموت و اقفة .
حدثتني صديقتي اليوم عن قريبة زوجها ، طبيبة تخصصت في الأشعة ، وبعد التقاعد من العمل الحكومي وتزويج الأبناء عملت لفترة في القطاع الخاص ، ثم انخرطت في العمل مع الجاليات ومكاتب الدعوة . هذه امرأة لم تدع سنها يقهرها ، وإنما هي من اتخذت المبادرة وجعلت فراغها من شغلها ومن مسؤولية الأطفال ميزة أحسنت استغلالها .
كل يوم أرى في الممشى نماذج جميلة لكبار في السن يمشون يومياً ، وبعضهم يمشي ( كالطلقة ) في سرعته ونشاطه مما يجعلني أتمتم بالتبريك عليه ، ولم يحملهم سنهم على الخلود في المنزل انتظاراً لهجمة الروماتويد .
ابنة خالتي إياها ، أنشأت مواقع على الشبكة العنكبوتية للتعريف بالمملكة العربية السعودية ودين الإسلام باللغة الانجليزية وموقعاً آخر لأشغالها الفنية . كما أنها ناشطة اجتماعياً في حيها السكني حيث تقوم بتعليم الانجليزية لفتيات الحي عن طريق المحادثة والمحاورة ، ولها حلقة تحفيظ قرآن في أحد المساجد .
أذكر جيداً كم كان يلفت نظري مشهداً كنت أراه أيام سكني في عنيزة في العقد الماضي .ففي الحين الذي كان يخرج (الشيّاب) من بعد صلاة العصر ليجتمعوا أمام أحد البيوت ( يتقهوون ويسولفون) حتى صلاة العشاء ، كان الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله –وهو في مثل سنهم- يجد الخطا على رجليه غالباً من بيته إلى الجامع الكبير حيث يقوم بتدريس طلبة العلم بعد صلاة العصر والمغرب والعشاء يومياً . كنت أرى هذه الفروق في النفسيات ، ففي حين كان الشيبان يبدون كما لو أنهم فرغوا من مهامهم في الكد لتحصيل لقمة العيش وتزويج الأولاد وأحيلوا إلى التقاعد وجلسوا ينتظرون الموت ، كان الشيخ رحمه الله كأنه يخطو في كل يوم خطوة إلى الجنة ، يعلم الناس ، ويصل رحمه ، ويشفع للمحتاج ، حتى بعد أن مرض كان يصر على التعليم كلما وجد في نفسه قوة على الكلام حتى كان آخر درس ألقاه في رمضان ليلة العيد وهو لا يكاد يتكلم من التعب ، وتوفي بعد ذلك بأسبوعين .
هل أذكر أمي الحبيبة التي كانت تستغل مواهبها الفنية فتشتري الصوف لتصنع منه قمصاناً وبناطيل ترسلها لنا لنوزعها على طلبة العلم المحتاجين في عنيزة ، وكانت تصنع بكلات الشعر وتبيعها ثم تضع ثمنها في صندوق جعلته قرب باب الدار لجمع التبرعات والصدقات . كانت تتسلى وتتصدق ولم تدع فرصة في يوم لأن يثنيها السن أو آلام الكهولة عن ممارسة الحياة . والآن حين وهن عظمها وثقلت عليها الأشغال الفنية أصبحت أكثر تطوراً وقامت بنقلة نوعية هائلة في التجديد ، إذ انضمت إلى فيس بوك وفتحت حساباً في انستاغرام وأخيراً في تويتر ، وأصبحت أمي الجدة الكول.
أعود إلى نفسي وأقول : نعم ، كنت عجوزاً قبل السرطان ، فلما مرضت أحسست أن هناك الكثير من جمال الحياة قد فاتني ، لعل أعظمها : الإحساس بالإنجاز .
ما ذلك الوهم الذي عشت فيه ؟ أني كبرت لمجرد أني تعديت الأربعين ؟ أني صرت جدة فعليّ أن أتصرف كما تتصرف الجدات : يسيطر عليهن الضعف والوهن والصوت المرتعش .. أني سأموت قريباً .. ومن يدري متى سيموت .
حين أصبت بالسرطان وشارفت على الموت فعلاً ثم ردني الله تعالى إلى الحياة قررت أن أعيش الحياة .
كان أول ما قمت به هو تأليف الكتاب الذي يحكي قصتي مع المرض : الحياة الجديدة .. نعم .. كانت بداية حياة جديدة . حياة مليئة بالتطلعات لإنجاز شيء جديد كل يوم . ألفت الكتاب أثناء المرض ، تعلمت مبادئ التصوير الاحترافي ( وأنا التي كان عقلي ينغلق تلقائياً لأي كلام في التقنية ) ، ساهمت في إنشاء مجتمع طهر لمرضى السرطان وقمت بترجمة العديد من المقالات التي تهتم بالسرطان من المواقع الأمريكية المعتمدة ، عدت إلى مقاعد الدراسة الجامعية بعد انقطاع دام 27 سنة وصرت طالبة في سن جدتي ! زاولت رياضة المشي يومياً ، استمتعت بركوب الدباب في البر ، والأدهى من ذلك أني ركبت القارب في ينبع أخيراً . أنا التي كنت أرفض رفضاً قاطعاً ركوب القارب لخوفي الشديد من البحر وعدم اتقاني السباحة ، وأؤكد لكم أن تلك الرحلة كانت من أمتع الرحلات في حياتي .. كادت أنفاسي تتقطع من الإثارة .. ها أنا الآن أتغلب بفضل الله على خوفي القديم . أواه كم من المتع ضيعت على نفسي .
والآن أشعر بفخر شديد وأنا أصف نفسي في تويتر بأني الجدة الكول . صدقوني ، كم هو جميل أن يكون المرء كبيراً و كول في الوقت ذاته !
أستطيع أن ألحظ بجانب عيني فخر أولادي بي .
أسعد كلما وصلني تعليق يثني على كتابي ، أو أقوم بتصوير صورة جميلة تلقى إعجاباً ، أو أنهي جزءاً متقناً من القرآن وتثني شيختي على أدائي في درس السند الذي بدأته العام الماضي ، أو أفقد كيلاً من وزني كل أسبوعين ، أو تشكرني إحدى المريضات على استشارة طبية سرطانية ..
بقي لي من المتع ما أسأل الله أن يقر عيني به قبل أن ألقاه : أن يسلم بسببي وعلى يدي بعض الأشخاص ، أسمع شهادتهم بأذني ، وأمسح دموع الفرح بيديّ ، هنا أكون قد عشت الحياة الحقيقية بعد الأربعين .
0.000000
0.000000
أرسلت فى من هنا وهناك, نظرات ثاقبة, خواطر ،, ذكريات بطعم السرطان | مصنف الأمل, السرطان, خواطر | 30 تعليق
رائعة
تدوينه رائعه فعلا وكان رسالتك لم تكن لمن شارف على الاربعين بل لما هم اصغر من ذلك اليائسين من الحياة ويشعرون وكن مفاتيح الحياة اغلقت من امامهم
اشكرك على هذه التدوينه
الإحساس بالإنجاز! شعور رائع و دافع ليس له مثيل للعمل و السعي. كلما أنجزت أمراُ زادت ثقتي بنفسي و سعيت للمزيد. الإحساس بالإنجاز يقوي العزيمة و ينشط الهمة ، و عندما أشارك إنجازاتي مع غيري أشعر بالفخر بقدراتي.
شكراُ على هذه التدوينة الرائعة. عبرت بها عن ما بداخلي و شحنتني بالطاقة. بإذن الله سيرزقك الله سماع الشهادة و إسلام الناس على يديك فمن صدق الله صدقه.
بعد قرائتي لهذه التدوينة الرائعة اقولها وبفخر لقد تعديت الاربعين عاما ولا ازال في اوج عطائي الفكري والانساني ولله الحمد والمنة …..جمعنا الله واياكم في الفردوس الاعلى من الجنة
تدوينة رائعة، الرسول صلى الله عليه وسلم نزل عليه الوحي في سن الأربعين وسن الأربعين مميزة لأنها ذٌكرت في القرآن.
ملهمة حقاً ..
أولاً: تدويناتك ةلها جميلة ورائعة تمس قلوبنا وعواطفنا ، ثانياً : كنت اتوقع أن يكون سن الثلاثين سن النضج والأستقلاال والشباب أكتشفت مع اقترابي من سن الأربعين أن هذا هو سن الشباب والنشاط والحيوية .
تحياتي لمن هم في سن الاربعين
أنتِ رائعة .. أسأل الله أن يجمعني بك في الجنة
يالروعتك يا استاذه
شكراً من القلب بحجم خوف يسكنني لمرحلة مابعد الاربعين ضعف عمري الحالي ):
احبك حروفاً وحكمه و “كول “
انا اقول ما دامت السعاده تخالج قلبك فهذا هو الانجاز الحقيقي لان الانسان هو من يصنع سعادته او تعاسته وكل الانجازات التي ادخلت على قلبك السرو ر هي من توفيق الله ثم من صنع يدك ، اسال الله ان يحقق لكي امنيتك فمعرفتي بشخصيتك المثابره تجعلني اكاد اجزم انكي لن تدعي قضية اسلام احدهم على يديك تمر هكذا دون سعيك الدؤوب لتحقيق ذلك .
وفقك الله لكل خير وفلاح
تدونه رائعه
فأنت تمتلك عيناا جميلہ هَ
ترى كل شيء جميل و نفساا رااضيه.
رزقك الله القدرة على التوازن في سيرك
حفظك الله من كل سوء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعض الكلمات لا نقرأها بل تقرأنا
ولانرى الحروف فقط بل نسمع لها صوتاً ونحس بحركتها ونشاطها
هكذا شعرت وأنا أقرأ هذه التدوينة
فجزاك الله خيراً على الكلمات المفعمة بالتفاؤل والحيوية
فقط عندي سؤال لو سمحتِ :
هناك قاسم مشترك في قصص أغلب “من عرفوا طريقهم في الحياة”
وهو وجود حدث مؤلم أو أزمة شكلت نقطة التحول في حياتهم
فهل يعني هذا أنني لو كنت من جماعة “الباحثين عن هدفهم في الحياة” ، يجب أن أبقى دائماً في خانة الانتظار لنقطة التحول هذه ؟
شكرا على مرورك
بالنسبة لسؤالك فأقول ان التغيير اما ان يكون بسبب مصيبة تؤدي الى هذا التغيير او صحوة فكر ووجدان يهبها الله للشخص فيستيقظ ويشق طريقه بحثا عن الحياة. في كتابي فصل أسميته: عالم ما تقيش الا بالشخيط أتحدث فيه عن ذلك: لم نحتاج ان تصيبنا قارعة لنرجع ؟ لم لا نرجع بالحسنى ؟
والله موضوع وأفكار فللللة … وفيه ناس يقولوا الحياة تبدأ بعد الخمسين مو الاربعين… يعني بمقاييسهم انتي لساتك في عز شبابك … بالله اش معنى الشباب اذا ما كنا بسنوي رياضة ونشاطات دينية واجتماعية وثقافية ورياضية… الروح هي المقياس … احياناً الزوج والاولاد ينسو الزوجة انها انسانة تستحق تكون سعيدة وكول وتسوي حاجات حلوة ونشاطات وتقابل صحباتها في الكافيهات وتشارك في الانشطة التطوعية … كتار متزوجات كدا… أحسهم عجاااايز مرا وتفكيرهم ما يتعدا الطبيخ والعيال وبس… اذا لم تزد على الحياة شيئاً فأنت زائد عليها … لازم نحرص على الوقت ونستثمره، ونمارس الهوايات اللي نحبها ونحافظ على صحتنا ونجري ونلبس التراك سوت حتى بكل فخر حتى لو قالولنا أن شكلنا فيها غلط، ولازم نراجع اهدافنا في الحياة وحتى نغير الوظيفة مافيها شي… واحدة من مريضات السرطان كانت محامية وبعد العلاج لقت نفسها في التدريس وحبت هادي الشغلة بعد ما عدت الاربعين، وآخر رجع يبحث عن وظيفة بعد ما عدى الخمسين… الحياة ما تنتهي الا بلفظ الروح الى بارئها… سعدت بقراءة المقال ابلة هناء… والى الامااااااااااااااااام يا فلة انتي … تجنني والله أروع ابلة في العالم أبلتي هناء …
لكم هو جميل ماتكتبيه استاذة هناء ،اسلوبك الراقي الجميل يبحر بي الى عالم اخر بعيد عن ضوضاء الحياة ، اسال الله تعالى ان يحقق لك مرادك ، وان يسعدك في الدنيا والاخرة 🙂
رائع قلمك يا ابله هناء .. حقيقي الواحد لمن يشوف الخلق الا هنا عجوزه بدفه ممكن تتكسر بس اللهم صلي علي النبي نشاط من ٦ الصبح وهيه ماشيه رياضه وتقولي رايحه بعدها اودي حفيدي وبعدها اروح العمل وفي قلبي الله الله ستي تبغي تروح مكه نمنعها نقولها مشي كتير…فالله يحفظنا ويجعلنا نعطي ونقدم في دنيانا كل خير يارب
وفي امنيتك الاخيره انتي بس قولي بيتي هنا يستقبلك =)
آروى مرشد
روووووووووووووووووعه اهنيكـ ع كتابتكـ
رائعة التدوينة فيها كمية الهام مو طبيعي , تحمست اكبر واصك الاربعين بسرعه ههههه
اذكر قصة مذيع غربي جاب في حلقته شخص مظهره وكأنو شاب , ورفع قميصه وكلو عضلات ماشالله , الصدمة كانت لما قال ان عمرو 60 سنة ,,
لما سألوه ليش ؟ قال اني من ايام شبابي حاط الصورة في بالي عن نفسي وانا بعمر كبير اني حكون انسان بصحتي وعافيتي ونشيط وكذا ,,
ساعتها الشخص الي قال القصة قال اتخيلوا اشكالكم في عمر الـ 60 كيف حتكون ؟
تلقائياً اول شي حيجي في بالنا اننا ختيرنا و حنكون ماسكين عصا وآي يا ركبي ومن هالكلام ,,, :p
يمكن القصة غير واقعية وللأمانة انا ما شفت الحلقة كانت قصة منقولة من حقين التنمية البشرية :p
لكن الأكيد ان أغلب الافكارعن الشيخوخة الي بترزعها ثقافة المجتمع فينا بتأثر علينا لما نكبر بشكل سلبي وبتفقدنا متع الحياة مثل ما قلتي ,,
ويكفي ان الرسول صلى الله عليه وسلم ما نزل عليه الوحي الا بعد الاربعين , كان يعلم الناس , ويشارك بالغزاوت من اجل نشر رسالة عظيمة ولنقل الناس من الظلمات والنور .
الله يعطيك العافيه 🙂
انا أشكرك كثيرا فلقد أعطيتني ومضه أمل فأنا من ذوات الاربعين وحديثه الفقد لإبنتي بمرض السرطان بعد3سنوات من العذاب وكنت أحس أني مت معها ,لقد أبكتني كلماتك وأيقظتني
من أروع ما قرأت
جزاكي لله خير على تغيير نظرتي عن كل من وصل في هذا السن
وشكرا لك ايضا ﻷني سأحذوا بإذن لله حذوك إن وصلت لهذ السن
مقال رائع فعلا استمتعت وتعلمت منه
لاتحرمينا جديدك
تدوينه مميزة حقاً
أعجبتني هذه التدوينية لأسباب عدة:
أول سبب لأني حقيقة تجاوزت الخمسين من عمري والسبب الثاني لأني أؤمن بالكثير مما جاء في هذه التدوينة ثم بعد ذلك أعجبت بالأمل الذي تشعر به الكاتبة في سنها وبعد معاناتها مع مرضها والذي هو في الحقيقة نعمة عظيمة لو صبرت عليه وتجاوزته لما في ذلك من الأجر وقد يكون سببا لدخول الجنة التي نسعى لها جميعا. أما ما يخص العمر فهو في الحقيقة نعمة عظيمة لأن كل مرحلة عمرية لها طعمها وحلاوتها ومرحلة مافوق الأربعين هي مرحلة النضوج والوعي والإدراك مرحلة احترام الصغير للكبير الابن لأمه الزوج لزوجته مرحلة الحلم والأناة مرحلة إفادة الاخرين من الخبرات المكتسبة مرحلة الحب الحقيقي الذي يلمسه كل أفراد الأسرة حيث التعامل الجميل بين الزوجة وزوجها الأم وأبناءها مرحلة التمتع بالحياة الدنيا بحدود الشرع بعد الحياة الجادة عند الرجل والمرأة لتحقيق متطلبات حياة الأسرة والتخطيط لمستقبلها حيث يعيش الجميع في وئام ويعيش الأبناء والبنات تحتف كنف أمهم وأبيهم هدفهم سعادة الأسرة في الدنيا والآخرة (لا تناقضات ولا نشوز ولا اختلافات سلبية) الزوجة حريصة على زوجها الذي شاركته حياتها الى أن وصلت لهذا السن فهو في الحقيقة جنتها ونارها لا ولن تسخر ان هي أطاعته ولزمت حدود دينها وشريعتها، مصلحتها في طاعته طالما لم يأمرها بمعصية فهي تؤجر على ما تنازلت عنه لمرضاته فالمهم دينها وأسرتها وسعادتها وتربية أبنائها وارتباطهم بدينهم وحبهم لخالقهم واتباعا لنبيه المصطفى صلوات ربي عليه
أعجبتني هذه التدوينة للدلالة على أن الحياة لم تنته بعد عند وصول الأربعين بل على العكس بالإمكان أن يسعد الانسان بما يقدم لغيره والاجتهاد في ذلك حتى الموت والأولية أولا وقبل الاخرين لهذه الأسرة ابتداء من الزوج ومن ثم الأولاد والبنات ومن ثم الأقارب والقريبات وأخيرا الدعوة لله -دون إفراط ولا تفريط- وما أجمل الحياة حينما نرى الأسرة جميعها ملتفة حول الكبار الذين تعدوا الأربعين كالأب والأم والجد والجدة. آه ما أجمل وما أروع ذلك المشهد حينما ترى الأب والأم مرتبطان بعضهما وهما في سن السبعين أو الثمانين وما أسوأ النكران والجفاء حينما يهجر الزوج زوجته عندما تكبر أو تهجر الزوجة زوجها وتتكبر عليه حين يبلغ الخمسين وتكفر عشيرها كما يحصل مع بعض النساء ولا حول ولا قوة الا بالله. السعادة الحقيقية في هذا العمر تكون بارتباط الأب والأم والأبناء الكل يحترم الاخر ويقدره والكل يسعى لحياة دنيوية تنمي فيه الروح والعقل والبدن فيكون الاتصال بالله والتعلم ونشر المعرفة وبناء الجسم السليم كل هذا لهدف أسمى وهو الحياة الأخرى في جنات النعيم
اتباع لدين عظيم لا لعناد ولا نشوز بل حب واحترام وتقدير
أعجبتني هذه التدوينة لما فيها من حرص على الحصول على متعة العمل الجاد والإنجاز بتأليف كتاب ونشره لا لشيئ وانما لنفع الناس وكذا الحرص على نشر الاسلام وادخالهم في دين الله وإنقاذهم من عذابه كل هذا لا لشهرة ولا لسمعة بل لتحقيق مراد الله والعبودية له، فالشهرة مرض لا يمكن أن يجلب السعادة والعجب العجيب أن مريدي الشهرة على مر التاريخ لم تصل شهرتهم لأعداد غفيرة قد لا تصل هذه الأعداد لعشرات الألوف أو مئات الألوف أو المليون أو المليونين أما من زكت نفوسهم وخلصت نياتهم كأمثال السلف الصالح فقد عرفهم الناس على مدى التاريخ جيلا بعد جيل لأنهم ما طلبوها لا لرياء ولا لسمعة
وأخيرا فالت دونية رائعة وأسأل الله أن يكتب لكاتبها الأجر والمثوبة
@hannooti @Philanthropy60
ان ما ذكرته في مقالتك أتعايش معه حقيقة كوني تعديت الخمسين فالحمد لله كنت جادا في فترة شبابي ولا أزال جادا في هذا العمر وهدفي في الحياة نفع الناس وسعادتهم وأرجوا أن أكون مخلصا في أعمالي لله وكذا لازلت نشيطا وأمارس الرياضة بشكل منتظم ولكن العلة ليست هنا فبحمد الله لا تزال هناك نماذج كثيرة في المجتمع تفوق الأربعين وتعمل أعمالا جادة ومفيدة للأمة وكذا تهتم بصحتها وتمارس الرياضة والمشي لكن العلة التي يعاني منها بعض أفراد مجتمعنا في تفكك الأسرة بعد الأربعين الزوج منهمك في عمله والأم لها أنشطتها الخاصة والأولاد والبنات لهم أفكارهم الخاصة إيجابيا وسلبيا وقد يصل بعضهم لأفكار منحرفة والأب والأم بعيدان عنهم أو مختلفان تجاههم والسؤال هنا هل لا زال المفهوم أن الحياة فعلا تبدأ بعد الأربعين أم أن الحياة تتعقد عند الكثيرين بعد تعدي هذا العمر ؟
أم أن المشكلة أني مثالي أكثر من اللازم كما قد يقول البعض فالأمر أصبح صعبا أن نتحكم فيه فلندع الأب يصنع ما يشاء والأم تعيش كما تريد طالما أن لكل فكره ورأيه ويظن كل واحد منهما أنه على خير وعلى الطريق الصحيح ولندع الأبناء يفعلوا ما يشاؤون حتى لو انحرفت آراؤهم وأفكارهم وضعف دينهم والتزامهم !!!!!
ألسنا مسؤولون عنهم حتى لو تعدوا سن المراهقة ؟ وهل نحن واثقون بأن الله لن يسألنا عنهم يوم القيامة يوم لا ينفع مال ولا بنون ؟
أم أننا نظن أننا نعيش جيلا مختلفا عن كل الأجيال السابقة واللاحقة حتى أصبحت كل المعايير مختلفة والمبادئ مختلفة ؟ أوليس ديننا الاسلام دين لكل الأجيال السابقة واللاحقة الى يوم القيامة ؟
فهل أصبح مفهوم لم شمل الأسرة الأب والأم والأبناء تحت كنف واحد يسوده الحب والوئام مستحيلا ؟أو أصبح لم شمل الأسرة مستحيلا بعد ما بلغ الأب والأم سن الأربعين وهو سن الرشد والوعي والخبرة؟ أو أصبح الأمر مستحيلا أن يتنازل الأب عن بعض آرائه التي لا تضر لو تنازل عنها وكذا الأم حتى لو خالفت بعض آرائها في سبيل تحقيق مفهوم الأسرة الواعية الأسرة الناجحة ليس في الدنيا فقط بل بإذن الله في الآخرة حين يلتقي الآباء والأمهات والأبناء في الفردوس الأعلى كون الزوج هو جنة ونار الزوجة ؟
أسئلة تحتاج الى إجابة والى تمعن وأخذ قرارات صائبة
فهل هذا المفهوم أمر مطلوب أم أن ذلك مثالية زائفة ؟!!!!!!!!!
عند البعض تبدأ الحياة بعد الأربعين بالفعل ، ولكن البدايات تتفاوت ، وهي نسبية . نعم ، تفكك الأسر أصبحت ظاهرة ، أم لعلها كانت منذ القديم ومنعنا سننا الصغير إذ ذاك من ملاحظتها . ما استشفيته من النظر في النماذج الزوجية التي حولي أن كثيراً منها يبدأ بالفعل في التدهورعند الأربعين ، بعضها يكون بسبب الزوج المتسلط الذي لم يراع سن زوجته ورغبتها في شيء من الاستقلالية والحرية وتحقيق الذات ن وبعضها بسبب الزوجة التي شعرت في هذه السن أنها اضاعت شبابها في خدمة زوجها وأولادها وحان الوقت لتنال بعضاً من الدنيا قبل أن تفوت عليها بالكلية .
باعتقادي أن الزوجين كليهما عليهما أن يكونا أكثر مرونة مع بعضهما البعض ليتمكنا من العيش معا بسلام وبالتالي يسلم البيت إذ لا أتصور إمكانية أن ينشأ الأطفال والمراهقون بشكل سوي في بيت متوتر على الدوام لذا فبعض التنازل والتغافل مفيد . كما أن فهم نفسيات المراهقين أمر مهم لا يجب إغفاله بحجة (مسؤول أمام الله ) فهم يحتاجون بعض التغافل والسياسة الشرعية للوصول بهم إلى بر الأمان .الموضوع متشعب وله عدة محاور كل منها تحتاج تدوينة بأكملها .
شكرا استمتعت بالقراءة
رائعة
ما شاء الله
الحب والرومانسية والغريزة جميعها دوافع دوافع لتحقيق أعظم الإنجازات، الحب هو العاطفة التي تعمل كصمام أمان وتولد التوازن والجهد البناء. وعند دمجها معا تدفع الإنسان إلى أرقى المستويات. المشاعر هي حالات عقلية و يمكن تشبيهها بالكيمياء تماماً. فقد يركب كيميائي سما يمزج عناصر معينة في الطبيعة وتكون في حد ذاتها غير سامة ولكن نتيجة لمزجها مع مركب آخر تصبح سامة ، وهذا ينطبق تماماً على مزج المشاعر لتركيب سم قاتل، فعند مزج مشاعر الحب والغريزة بالغيرة مثلاً فإن الإنسان يتحول إلى حيوان فاقد كل السيطرة على عقله وربما يرتكب أفظع الجرائم كالقتل بسبب هذا المزيج أو الإنتحار مثلا.
رائعه تلك الكلمات التي خطتها أناملك.
وتكمن روعتها في أنها تلامس وجدان كل من دخل الأربعين
اليوم أكملت أربعين عاماً من عمري. يخالجني شعوراً مختلط بين الفرح لبلوغي سن الرشد وانطباق الأيه الكريمه عليّ،وبين الخوف لاقترابي من سن الكهوله وبين الحسره على أيام الصبا والشباب.
ولكن قناعتي بأننا راحلون، من بلغ الأربعين ومن بلغ التسعين، يجعلني على يقين أن حياتنا الأبديه لم تبداء بعد.
ف حياتُنا الحقيقيه هُناك في جنات الخلود إن شاء الله
مااجمل ما رؤيتك للحياه بعد هذا السن ….عقلك وروحج الاجمل
اختي انا بسن الاربعين واكتشفت اني فاشله ولا استحق ان اكون ام ل5 ابناء
فقلبي شبه ميت لا يقبل على الحياه ….لا يحس بالاشياء ولا بالاشخاص
وليس لي عقل اهتدي به للطريق احس اني بدون عقل لا افكر ولا اريد ولا اعرف ….اعلم ان حالتي صعبه
ولكني اكتشفت امري الان فلا املك اصدقاء ولا ناس يحبىوني ….ماعدا ابناءي الذين بدو يتمنون اني ليس امهم
اللهم بارك ربنا يزيدك من فضله