أين الخلل ؟
22 ديسمبر 2011 بواسطة هناء
تعرفون بالطبع أني أمر بفترة اختبارات .
وأتوقع أنكم قرأتم تدوينة سابقة لي بعنوان : جار تطبيق الهروب ، والهدف منها فعل كل شيء إلا المذاكرة .
حسن .. أنا الآن أطبق ما في تلك التدوينة بحذافيرها .
أشعر بالرغبة في تجاذب أطراف الحديث معكم ، وكالعادة ليس هناك موضوع بعينه أود التحدث فيه ، ولكني سأتكلم ، وسأرى إلى أين تقودنا الثرثرة ..
في الأسبوع الماضي ، وتحديداً الساعة 3 قبل فجر الخميس صحوت فزعة على صوت حديد ثقيل يصطدم بأرض الشارع في الخارج .
احتجت إلى دقيقة كاملة لأنتزع نفسي من نومي العميق وأفكر فيما عساه يكون ذلك الصوت .
كم الساعة الآن يا ترى ؟
أصلاً أين أنا ؟
أووه ، نعم نعم .. أنا في بيتي في المدينة ، والوقت لا يزال ليلاً ، والدليل هو هذا الظلام الدامس .
ولكن ما هذا الصوت المزعج ؟
كأنه حفريات ..
حفريات ؟؟
الساعة 3 ليلاً ؟
نهضت سريعاً وتطلعت من النافذة فوجدت شيول ( وأرجو أن لا يسألني أحد عن معناها بالفصحى ) ، تلك العربية الضخمة التي لها ذراع أمامية تجرف التراب وتقلب الصخور وتحفر الأرض إذا لزم الأمر .
شيول يحفر شيئاً ما أمام منزلنا ..
نظرت في ساعة جوالي للتأكد : 3 ليلاً ؟
لا أكتمكم .. غلا الدم في عروقي ..
وللأسف أن الدم صار يغلي في عروقي سريعاً ولا أعرف سر ذلك ..
لعله من علاج السرطان الهرموني ..
لعله من أثر السن ..
أمسكت بالجوال وبعد تردد اتصلت على 999 وأخبرتهم عن الذي يجري في هذا الوقت .
فوعد بإرسال دورية ، وأغلقت الخط ، ولبثت أنتظر مجيء الدورية .
طار النوم من عيني بالطبع مع كل الإزعاج الذي يحدثه الطرق في الأرض ، وحتى في الوقت الذي لا يكون فيه حفر كان العمال يتحدثون بصوت مرتفع أقرب إلى الصراخ .
كانوا ينعمون بوقتهم وكأن الساعة 3 ظهراً لا ليلاً .
وأخيراً وصلت الدورية الميمونة بعد 25 دقيقة بالضبط .
لم أستسغ – للحق – فكرة التأخير .
25 دقيقة ؟
تكفيني أن أصل من بيتي في حي الخالدية لمجمع النور وأدخل محلين في هذا الوقت .
نحن نتحدث عن دورية ، تجوب الشوارع القريبة من داري بسيارة لا دراجة هوائية، ويتم الاتصال عليها بواسطة اللاسلكي، فلم كل هذا التأخير ؟
ماذا لو كان في الأمر سرقة أو سطو أو مصيبة ؟
اليوم ، بعد مرور أسبوع تقريباً من الحدث ، انقطعت المياه عن داري .
اتصلت عليهم أطلب منهم إعادتها بعد قطعها الأسبوع الماضي .
اتصلت على رقم 939 ، رقم طوارئ المياه في المدينة ، ( فاتلطعت ) ثمان دقائق أسمع رسالة متكررة بشكل رتيب :
عفوا ، إن جميع الموظفين مشغولون حالياً .
عفوا ، إن جميع الموظفين مشغولون حالياً .
عفوا ، إن جميع الموظفين مشغولون حالياً .
تخيل أنك تسمع هذه الجملة المملة متكررة ، لا يفصل بينها إلا مقدار ما يتنفس المتكلم ، ولمدة ثمان دقائق .
وأخيرا ردوا علي ، وأعطوني رقم بلاغ وطلبوا مني الاتصال على رقم ( الانقطاعات ) وهم سيرسلون لي فرقة لإعادة المياه إلى مجاريها .
ظللت أتصل من قبل العصر وحتى قبل العشاء ، دون أن يرد أحد .
فإذا رجعت إلى 939 ، تخرج لي تلك الجملة كالجاثوم الشنيع لتسود الدنيا في وجهي .
وأكلم نفسي متبرمة : هذا وهم يحذروننا أن الاتصال مسجل لضمان جودة الخدمة ..
وأتساءل : هل يسمع أحد هذه التسجيلات ويحاسب ، أما أنها حركة روتينية ، يستفاد منها في ما إذا ( عصّب) العميل وتلفظ بما لا يليق فتؤخذ عليه .
وبعد طول انتظار أُخبرت أن (الانقطاعات) سترسل الفرقة يوم السبت ، لأن عندهم (نوبة) في الخالدية يوم السبت ..
السبت ؟
يا أبو الشباب ، أنا أسكن في نفس ( المدينة ) لا في نفس ( المحافظة ) ، إذا كنت تفهم ما أعنيه .
تريدنا أن نظل بدون ماء ليوم السبت ؟
غلطة من هذه ؟
ولا شك أن هناك العديد من الحوادث مع الاتصالات والكهرباء والدوائر الحكومية والجامعات والخطوط السعودية ، فأين يكمن الخلل ؟
هل الخلل في سكوتنا وعدم ( الزن ) عليهم والتشهير بهم في الجرائد بشكل متواصل ورفع الأمر إلى من بيده الأمر ؟
هل الخلل في اتباعهم سياسة ( أعلى ما في خيلك اركبه ) طالما أنهم المنفردون بتقديم الخدمات .
هل الخلل في عدم اختيار الكفاءات التي تدير هذه المرافق بشكل سليم ومرتب ؟
هل الخلل في بعض أبناء الوطن الذين يتصفون بالهمجية والعشوائية في التعامل فأدوا إلى أخذ المواطنين كلهم بجريرتهم ؟
هل الخلل في نقص الأمانة واستحلال الراتب الشهري بدون استحقاق كامل له ؟
ما تراه يكون الخلل ؟
منذ أشهر ، كتبت تدوينة بعنوان (ما يضيعش حق وراه مُطالب ) .
لماذا لا نطالب ؟
لا تسألوني كيف وأين ، فهذا ليس من صلاحياتي .
لكن من الخطأ أن نسكت .
ولأني أحب وطني فإني أغضب بشدة حين تعقد المقارنات مع بعض الدول العربية المجاورة والتي لا تقل عنا ثراء في مستوى الخدمات المقدمة .
أين الخلل يا جماعة ، أفيدوني .
0.000000
0.000000
أرسلت فى خواطر ، | 8 تعليقات
الآمر يتعلق .. في الروتين الممل الذي تسير به جميع دوآئرنآ الحكوميه ،، سيآسة التطفيش ورفع ضغط الموآطن ،،، التسآهل عدم الآهتمآم ،، فقدآن الآمآنه فالعممل .. المطآلبه بالحق مشروع لكن كيف ولمن نقدم شكوآنآ !؟
مآنقؤول سوى صبرٌ جميل والله المستعآن
شكرآ لكِِ وآلف تحيه .
جنى ، السؤال هو : لماذا هذا الروتين اصلا ؟
نعود مرة أخرى إلى نفس الأسئلة ، ما هوالخلل الذي أدى إلى هذا الروتين ؟
أشكر لك مرورك
المشكله لو نبغى نطالب ونشتكي
نشتكي مين !!!
وهل الشكوى راح تأخذ على محمل الجد ولا مصيرها درج المكتب !!!
———–
وبعدين هذولي يسمعون بالدوام الرسمي من السبت للاربعاء !!
—–
إحمدي ربك ماقلك (في ناس مقطوعه عنهم شهور وإنتي يومين مو قاادره تصبري *_*)
———-
أعتقد أنه لابد من الاجتماع على النقد البناء .
لعل شباب الإعلام الجديد في اليوتيوب والفيسبوك وتويتر يحتاجون للاجتماع لهذا الأمر .
تذكر حينما اجتمع تويتر على مقاطعة المراعي وكيف أدى ذلك إلى تراجع سياستهم السيئة ؟
أعتقد أن بإمكاننا فعل شيء ما .
شرفني مرورك .
والله الخلل الي أنا متأكده منه يا هناء هو ابتعادنا عن تطبيق ديننا بالشكل الصحيح .. ندعي إن احنا مسلمين و نتأخر في المواعيد ..مسلمين و نكذب … مسلمين و نقبل الرشاوي..مسلمين و نسكت عن الخطأ.. نسينا قول رسولنا الكريم(صلى الله عليه وسلم): (إنما بُعِثت لأُتمم مكارم الأخلاق)..
أنا وحدة صراحة كرهت (جلد الذات)!! لكن أحياناً تعترضنا بعض المواقف كالتي ممرت بها يا هناء تضطرنا إلى إعادة اجترار أخطائنا و نشر الغسيل الذي شبع منه العالم كله ..لدرجة -وللأسف- أصبح يُضرب فينا المثل في خصلة ذميمة فيقال لكِ اذا واعدت أحداً: وعد أجانب ولا وعد مسلمين!!
يعني أصبح الأجانب أفضل منا في احترام المواعيد..
أنا لا أحب التعميم؛ فينا بفضل الله من هم ملتزمون ولكن الغالب غير ذلك!!
سماح ، أنا أميل فعلا إلى هذا الأمر
أعتقد أن مسألة تضييع الأمانة لها دور رئيسي عظيم في هذه المسائل .
كل واحد يريد أن يجلس في مكتبه ولا يتعب نفسه ويأخذ راتبه كاملاً في آخر الشهر ، ويطالب بالزيادات
أي زيادات والي يرحم والديك ، وعلى إيش ؟
جلد الذات لا يكون في النقد البناء الذي يرمي إلى تصحيح الأخطاء ، وإنما في الكلام الفاضي الذي فيه الحلطمة والنواح دون النظر في الإيجابيات التي تكون موجودة بالفعل .
شكرا لك
الخلل في كل ما قلتي ولعل الذي يزيد الامر سوء هو سكوت السواد الاعظم من الناس عن النقد والمطالبه بالاصلاح ومراقبة الله في كل شئ
والادهى والامر عدم مراقبة العاملين في كل هذه القطلعات ومحاسبتهم على التقصير من الجهات المختصه والمسؤله عن ذلك
اللهم وفق الجميع لما تحب وترضى
الخلل في سكوتنا
سواء نحن المتضررين، أو نحن أهالي وأصدقاء المسؤولين